menusearch
salmanhashemi.ir

شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ1تیر 97

جستجو
۱۳۹۷/۴/۱ جمعه
(0)
(0)
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ1تیر 97
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ1تیر 97
بسم الله الرحمن الرحیم
المهدويون أهل الحياء
قال مولانا إمام العصر بقية الله المهدي أرواحنا فداه في جانب من دعائه الجامع الموسوم بدعاء توفيق الطاعة:
"اللهم وتفضل على مشايخنا بالوقار والسکينة وعلى الشباب بالإنابة والتوبة، وعلى النساء بالحياء والعفة وعلى الأغنياء بالتواضع والسعة، وعلى الفقراء بالصبر والقناعة".
إستلهام الوصايا المهدوية الضمنية التي يشتمل عليها هذا الدعاء المبارک، مذکرين بأن العمل بهذه الوصايا يمثل أحد الوسائل العملية لتحقيق مفهوم الإنتظار الإيجابي لظهور إمامنا المهدي المنتظر عجل الله فرجه لأن هذه الوصايا تمثل في جوهرها دعوة للتحلي بصفات أنصاره الصادقين المؤهلين لمؤازرته عليهم السلام في تحقيق الأهداف الإلهية الکبرى التي وعد الله عزوجل البشرية بتحقيقها على يديه عجل الله فرجه -.
وقد إنتهى بنا الحديث في الحلقة السابقة الى ثالثة فقرات المقطع المتقدم من دعاء (توفيق الطاعة) الى دعائه عليه السلام بأن يتفضل الله عزوجل على النساء بالحياء والعفة.
ولا يخفى عليکم أن اختصاص النساء بتأکيد تحليهن بالحياء والعفة يرجع الى خصوصيات المرأة من جهة، والآثار الخطيرة لغياب الحياء والعفة عن النساء من جهة ثانية، کما هو مشهود في عالم المعاصر خاصة.
من هنا فإن الوصية بالتحلي بالحياء والعفة تشمل الجميع أولاً وتشمل جميع نواحي الحياة وليس فقط في دائرة العلاقة بين الجنسين وما يرتبط بالحجاب. وهذا ما تهدينا إليه کثير من النصوص الشريفة المرغبة بهاتين الصفتين من صفات المؤمنين وخيار العباد؛ نتناول في هذا اللقاء ما يرتبط بصفة الحياء فتابعونا على برکة الله.
المستفاد من کتب اللغة والمصطلحات الشرعية مثل کتاب مفردات القرآن للراغب الإصفهاني والتحقيق في کلمات القرآن للعلامة السيد حسن المصطفوي وغيرها، وکذلک من النصوص الشريفة وموارد إستخدامها لمفردة (الحياء) هو: أن التحلي بخلق الحياء يعني إمتلاک الإنسان حالة نفسية تجعله يترک کل عمل يستقبحه الآخرون حياء منهم واحتراماً لحضورهم، وعليه تکون ثمرة التخلق بهذا الخلق ترک الذنوب والمعاصي التي يکرهها الله عزوجل وکذلک ترک الممارسات التي يکرهها العرف الإنساني السليم، وبذلک يکسب المتخلق بهذا الخلق حب الله له وحب الناس وتکريمهم له.
من هنا وصف النبي الأکرم صلى الله عليه وآله الحياء بأنه (خير کله) کما هو المروي عنه في کتاب (أمالي الصدوق)، ووصفه بأن الستر الذي يحفظ جمال التدين بالإسلام حيث قال کما في الکافي:
"الإسلام عريان فلباسه الحياء، وزينته الوقار ومروءته العمل الصالح وعماده الورع ولکل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت".
وفي غرر الحکم عن مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام قال: "الحياء يصد عن القبيح.. ومن لم يستحي من الناس لم يستحي من الله سبحانه".
والإستحياء من الله يتحقق بدوام التوجه الى الله وابتغاء مرضاته کما قال رسول الرحمة في المروي عنه في کتاب الزهد للشيخ الحسين بن سعيد أنه صلى الله عليه وآله قال: "إستحيوا من الله حق الحياء، فقيل يا رسول الله ومن يستحي من الله حق الحياء؟ فقال صلى الله عليه وآله -: من استحيى من الله حق الحياء فليکتب أجله بين عينيه وليزهد في الدنيا وزينتها ويحفظ الرأس وما حوى والبطن وما طوى يعني التورع عن إتباع الشهوات -".
وعليه فالعمل بهذه الوصية المهدوية، يعني مستمعينا الأحبة التزين بزينة الإيمان الصادق والفوز بکل جميل والإبتهاج بحب الله عزوجل، لاحظوا أعزاءنا الأحاديث الشريفة التالية:
في روضة الواعظين عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
 إستح من الله کما تستحي من الرجل الصالح من قومک".
وأخيراً فإن العمل بهذه الوصية المهدوية سبب لکمال الإيمان کما يبشرنا بذلک مولانا الإمام زين العابدين صلوات الله عليه ؛ ففي کتاب (جامع أحاديث الشيعة) عنه عليه السلام أنه کان يقول أي يذکر بهذه البشارة باستمرار -:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ اَلْبَاقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَرْبَعٌ مَنْ کُنَّ فِيهِ کَمَلَ إِسْلاَمُهُ، وَ أُعِينَ عَلَى إِيمَانِهِ، وَ مُحِّصَتْ ذُنُوبُهُ، وَ لَقِيَ رَبَّهُ وَ هُوَ عَنْهُ رَاضٍ، وَ لَوْ کَانَ فِيمَا بَيْنَ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ ذُنُوبٌ حَطَّهَا اَللَّهُ (تَعَالَى) عَنْهُ، وَ هِيَ: اَلْوَفَاءُ بِمَا يَجْعَلُ اَللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ، وَ صِدْقُ اَللِّسَانِ مَعَ اَلنَّاسِ، وَ اَلْحَيَاءُ مِمَّا يَقْبُحُ عِنْدَ اَللَّهِ وَ عِنْدَ اَلنَّاسِ، وَ حُسْنُ اَلْخُلُقِ مَعَ اَلْأَهْلِ وَ اَلنَّاسِ.
إن الحياء صفة إيجابية حسنة للرجال والنساء، حتى ورد عن رسول الله أنه قال: « إن لکل دين خُلُقاً وإن خُلُق الإسلام الحياء»
ويروى عن الإمام علي أنه قال: « أحسن ملابس الدنيا الحياء»
وتأخذ صفة الحياء أهمية أکبر بالنسبة للمرأة، فهي تصونها عن الابتذال، وتجعلها أکثر رزانة وانضباطا، وأبعد عن مواقع الفتنة والإثارة، يقول الإمام علي : «على قدر الحياء تکون العفة»
وملحوظ أن المرأة بطبيعتها أکثر نزوعاً إلى الحياء من الرجل، فرغم أن اندفاعاتها الغريزية الجنسية لا تقل عن الرجل، إلاّ أنها أفضل تحکماً وانضباطاً منه. حتى ورد في حديث عن رسول الله أنه قال: « الحياء عشرة أجزاء فتسعة في النساء وواحد في الرجال»
ويُضرب المثل بين الرجال عادة بحياء المرأة، فإذا أُريد المبالغة في نعت رجل بالحياء، يقال إنه أحيا من فتاة. وهکذا تحدث الأصحاب عن شخصية رسول الله کما عن أبي سعيد الخدري: « کان النبي أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها»
وکان مألوفاً في المجتمع أن تلوذ الفتاة بالصمت، حينما تُسأل عن رأيها في الزواج ممن تقدم لخطبتها، حياءً وخجلا، فاعتبر الشرع سکوتها دليلاً على رضاها، لأن إبداء الرفض لا يستلزم حياءً.
إن الإفراط في ممارسة الحياء، واستخدامه في غير موضعه، ليس حالة صحيّحة، ولا تدخل ضمن الحياء المحبّذ والمطلوب. بل تعبرّ عنها النصوص الشرعية بأنها سمة ضعف، ومؤشر حماقة وجهل. جاء في الحديث عن رسول الله : « الحياء حياءان : حياء عقل، وحياء حمق، فحياء العقل هو العلم، وحياء الحمق هو الجهل»
ويعلّق الشيخ المجلسي على هذا الحديث بقوله: يدل على انقسام الحياء إلى قسمين: ممدوح ومذموم، فأما الممدوح فهو حياء ناشئ عن العقل، بأن يکون حياؤه وانقباض نفسه عن أمر يحکم العقل الصحيح، أو الشرع بقبحه، کالحياء عن المعاصي أو المکروهات. وأما المذموم فهو الحياء الناشئ عن الحمق، بأن يستحي عن أمر يستقبحه أهل العرف من العوامّ، وليست له قباحة واقعية، يحکم بها العقل الصحيح، والشرع الصريح، کالاستحياء عن سؤال المسائل العلمية، أو الإتيان بالعبادات الشرعية، التي يستقبحها الجهال. « فحياء العقل هو العلم» أي موجب لوفور العلم، أو سببه العلم المميّز بين الحسن والقبح، وحياء الحمق سببه الجهل وعدم التمييز المذکور، أو موجب للجهل.
وعن الإمام جعفر الصادق(علیه السلام) : « الحياء على وجهين فمنه ضعف ومنه قوة». إن استخدام الحياء في غير موقعه المناسب، حالة مرضية، تنبثق من ضعف شخصية الإنسان، وتؤدي إلى تخلفه وحرمانه. وهو ما يعنيه الإمام علي بقولـه: « قُرن الحياء بالحرمان». وقولـه : « الحياء يمنع الرزق» وقولـه : « ولا يستحيّن أحد إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه»
فالحياء ليس صفة مطلوبة في المطلق، بل يسَتحسن في موارده الصحيحة، ويکره حينما يکون على حساب مصالح الإنسان المشروعة.
إن الحياء مطلوب من المرأة في حدود صيانة شخصيتها عن الابتذال، وحفظ عفافها وکرامتها عن الضياع، بالتزامها بأحکام الشرع وتعاليم الدين.
إن القرآن الکريم يحدثنا عن ابنتي نبي الله شعيب، وما يتمتعان به من خلق الحياء ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ (سورة القصص آية 25). والاستحياء مبالغة في الحياء. لکن حياءهما الشديد لم يکن مانعاً لهما من القيام برعاية أغنام أبيهما رعياً وسقاية، مع ما يستلزمه من اختلاط واقتراب من الرجال الأجانب ولو بدرجة محدودة، وحينما کلمهما موسى، وهو شاب أجنبي لم تترددا في الإجابة على سؤاله يقول تعالى ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُکُمَا قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ کَبِيرٌ ﴾ (سورة القصص آية 23).
وقد أرسل نبي الله شعيب إحدى ابنتيه لتوجه الدعوة إلى موسى ليأتي منزلهم، فأرسلها وحدها، ولم تتلکأ في تقديم الدعوة إلى ذلک الشاب الأجنبي: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوکَ لِيَجْزِيَکَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾
ولم يمنعها الحياء واحترام مقام أبيها من أن تقترح عليه وبعبارة الأمر والطلب، أن يستأجر موسى مبدية إعجابها بأمانة ذلک الشاب وقوته: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ﴾ (سورة القصص آيه 26).
هکذا يعلمنا القرآن أن الحياء ومهما کان شديداً لا يمنع المرأة من الاتصاف بقوة الشخصية، وممارسة دورها الاجتماعي الفاعل.
نظرات کاربران
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

بستن
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

0 نظر