menusearch
salmanhashemi.ir

شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ 3 خرداد 98

جستجو
۱۳۹۸/۳/۳ جمعه
(0)
(0)
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ 3 خرداد 98
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ 3 خرداد 98

اللهم صل على محمد وآل محمد, وبلِّغ بإيماني أکمل الإيمان, واجعل يقيني أفضل اليقين, وأنته بنيَّتي إلى أحسن النيات, وإلى عملي أحسن الأعمال

کما اشرنا فی الخطبه المسبقه ان الإمام السجاد (علیه السلام) اشار إلى أنَّ الإيمان ليس على مرتبةٍ واحدة، فقد يتصف الإنسان بالإيمان ولکنه قد يکون في أدنى مراتب الإيمان، فليس کلُّ من اتصف بالإيمان کان واجداً لکلِّ مراتب الإيمان. لذلک يظلُّ الإنسان المؤمن في سعيٍ دائم؛ من أجل أن يرقى مرتبةً بعد مرتبة. وقد يُفني عمره کلَّه ولا يتمکن من الوصول إلى أعلى مراتب الإيمان. ولهذا يستحثُّ الإمام السجاد (علیه السلام) المؤمنين على أن يکون شغلهم الشاغل، وهمُّهم الأکبر، هو الوصول لأعلى مراتب الإيمان.

و تکلمنا حول روایه رسول الله (صلی الله علیه و اله) عند ما ساله المولی امیرالمومنین( علیه السلام) عن صفه المومن فاجابه صلی الله علیه و اله بعشرون خصله و شرحنا بعض الخصال و الان نکمل بعض خصال المومن

"والصائمون في شهر رمضان، والمطعمون المسکين"

يُکثر, ومن يداوم على إطعام المسکين, ويستشعر ألم المسکين, ويستشعر الرحمة على المسکين, ويُشفق عليه, ويحنّ على المساکين. فإذا رأى مسکيناً، تألَّم قلبه، ولا يدري أيَّ شيء يصنع معه لرفع الفاقةِ عنه, فيبذل له ما عنده. هذا الذي قد بلغ أکمل الإيمان.

"والماسحون رأس اليتيم"..

وهذه کناية عن الرفق باليتيم. في مقابل من يبخسون اليتيم حقَّه، ويظلمونه، ويأکلون أمواله، ولا يرعونه.. أما المؤمنون فيعطفون على اليتيم, ويشفقون على اليتيم.

"المطهِّرون أظفارهم -وفي رواية أطمارهم-..

ومعنى ذلک أنَّ المؤمن نظيف، کما أن قلبه نظيف، وجسده وثيابه نظيفة. في مقابل من لا يهتم بالطهارة والنجاسة، ولا يبالي أن تُصاب ثيابه بالنجاسة، أو تکون أظفاره متسخة.

وفي رواية: "المطهرون أطمارهم"..

الإطمار: هي الثياب البالية. فهو لا يلبس أفخر الثياب، وفي ذات الوقت هي مطهرة.

ما معنى طهارة الثياب؟

هناک احتمالات عديدة المعنى هذه الفقرة، منها: أنَّهم الذين يحرصون على أن لا يلبسوا إلَّا ثيابا قد اشتُريت بأموال تمَّ کسبها من الحلال, فالثياب الطاهرة هي الثياب التي کان ثمنها من الحلال.. فقد تجد فقيراً بائساً عليه ثياب بالية، أو ليست فاخرة، ولکنها طاهرة؛ لأنها قد اکتُسبت بالحلال. وهناک من يلبس أفخر الثياب، فتکون هي عند الله من أکثر الثياب نجاسة وقذارة؛ لأنها قد جُنِيت من الحرام. فالمؤمن هو مَن يحرص على أن تکون ثيابه, وأن يکون فراشه, وأن يکون مسکنه, ومطعمه، ومشربه, ومسعاه، ومرکبه، من الحلال.. أما حين لا يُبالي أيَّ شيءٍ يلبس, وأيَّ شيءٍ يأکل ويشرب، من حلال أو حرام، أو لا يبالي أن يقتحم الشُّبهات، فهو لم يبلغ أکمل الإيمان.

"المتَّزرون على أوساطهم"..

هذه کناية عن أنَّ المؤمن ستور, حييّ, عفيف, يلبس الثياب التي تستر جسده. بعض الناس يقولون يکفي أن يلبس الإنسان ما يستر عورته.. هذا مؤمن، ولکنه لم يبلغ أکمل الإيمان, أن تخرج إلى الطريق وأطرافک بارزة, فهذا مما لا ينبغي للمؤمنين, فعله المؤمن لا يکون هذا شأنه وهذا حاله, المؤمن وقور, المؤمن عليه سکينة وهيبة, ثيابه تُعبِّر عن سکون نفسه, أما أن يخرج من بيته بثيابٍ لا تستر جسده، فذلک ليس ممن بلغ أکمل الإيمان.

"الذين إذا حدَّثوا لم يکذبوا"..

لذلک تطمئن إلى حديثه, فإذا قال شيئاً فهو الواقع, لا يکذب, هذا شأنه، وهذا هو ديدنه في کل الحالات، وفي کل الأوقات، وفي کل الظروف لا يکذب.. وهذا من أشق ما يمکن الإلتزام به.

البعض يتوهم أن الکذب في بعض المواقع ضرورة حتى لا يقع في حرجٍ بينه وبين أخيه فيخرج من أزمةٍ بينه وبين أخيه، ويقع في موبقة بينه وبين الله! إنَّ الکذب أفجر الفجور, وهو باب الشرِّ ومفتاحه, وإذا کذب المرءُ وکذب کُتِب عند الله کاذباً، ثم کُتب عند الله فاجراً، والفجور في النار، ولا يدخل الجنة فاجر.

"وإذا وعدوا لم يخلفوا"..

حتى لو کان في الوفاء بالوعد مشقَّة وصعوبة فإنه يفي بوعده، فإذا قال لک إني سأفعل، فإنه يفعل. هذا هو المؤمن.

"وإذا ائتمنوا لم يُخلفوا"

نتوهم أن الأمانة التي ينبغي أن لا نخونها هي أنه إذا أودع عندنا أحد وديعة فإننا نلتزم بردها إليه. هذه -في الحقيقة واحدة من مصاديق ردِّ الأمانة- ويمکن أن تکون من أضعف مراتب أداء الأمانة-, فأداء الأمانة أوسع من ذلک, فعندما يأتمنک أحد على سرٍّ وتُفشي هذا السرّ فأنت ممن خان الأمانة، وعندما تجد عيباً عند أخيک مستوراً، ثم تکشفه وتُشهِّر به، فأنت ممن خان الأمانة، وعندما تنظر إلى مؤمنة بريبة فذلک من خيانة الأمانة لأنک قد خنتَ عرض أخيک المؤمن وعندما لا تلتزم حدود الله التي ائتمنک إياها، فأنت ممن خان الأمانة، يقول تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ﴾ فالفرائض الإلهية أمانات, وحدود الله کلها أمانات الله. وأيُّ شيء أقبح من أن نخون الله -عز اسمه وتقدس-؟!

يقول الإمام الصادق (علیه السلام): "لا يغرنکم الرجل بکثرة صلاته فربما، کان شيء قد اعتاده. امتحنوه في صدق الحديث، وأداء الأمانة"، فإذا وجدتموه صادق الحديث, ولا يخون الأمانات، فهذا ممن تُقبل شهادته.

"رهبانٌ بالليل، أُسدٌ بالنهار"..

طبعاً, الإسلام ليس فيه رهبانية, فأن تلبس الصوف، وتعتزل الدنيا، فذلک ليس من شأن المؤمن. ولکن المؤمن إذا جنَّه الليل -بعد أن انقطعت الحياة، فليس ثمَّة من اجتماع مع أحد- عندئذ يصبح راهباً.

کان عليٌّ (علیه السلام) إذا جنَّه الليل، فإنه يتململ تملمُل السليم. ما معنى تململ السليم؟, يعني الملسوع بالحية. انظروا، إذا لسعت حيّة إنسانا، کيف يرجف؟ هکذا کان عليٌّ إذا جنَّه الليل، يتململ تملمُل السليم، ويئن أنين السقيم، ويقبض على شيبته، ودموعه قد تبلُّ کريمته، وهو يقول:

"آهٍ آه؛ من قلة الزاد, وبُعد السفر, ووحشة الطريق. آهٍ آه، من نار اسمها لظى, نزَّاعة للشوى, تدعو من أدبر وتولَّى".

يقول أبو الدرداء: رأيت علياً في بعض نخلات المدينة، وحده في وحشة الليل، يقف عند کل غصن، وکل نخلة؛ يصلي رکعتين.. ثم جلس يتلو القرآن، ويناجي الله عز وجل، وهو يضجُّ ضجيج الثکلى، ثم أُغشي عليه.. فجئتُ إليه، حرَّکته فلم يتحرک، قلت: رحل الرجل إلى ربه! رجعت مسرعاً إلى بيت فاطمة (ع)، طرقتُ الباب, قلتُ لها: يا فاطمة، رحل عليٌّ إلى ربِّه. قالت: وکيف ذاک؟, قال: ووصفت لها ما کان من فعل علي.. قالت: إنها الغشية التي تنتابه في کل ليلة." فکان لعليٍّ (ع) في کلِّ ليلة غشوات؛ هذا هو الراهب.

فعليّ (ع) کان راهباً في الليل، وأمَّا في الحرب فهو أسدٌ مغوار, وهو الضحَّاک إذا اشتدت الحرب، کما قال الشاعر:

هو البکَّاء في المحراب ليلاً هو الضحَّاک إنْ وقع الحراب

والحمد لله رب العالمين

 

 

نظرات کاربران
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

بستن
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

0 نظر