شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ 4 مهرماه 99 به امامت سید سلمان هاشمی امام جمعه شهرک طالقانی

بسم الله الرحمن الرحیم

الامام امیرالمومنین على عليه السلام: اِنَّ لاَهْلِ التَّقْوى عَلاماتٍ يُعْرَفونَ بِها:

صِدْقُ الْحَديثِ وَ اَداءُ الاَمانَةِوَالْوَفاءُ بِالْعَهْدِ وَ قِلَّةُ الْفَخْرِ وَ الْبُخْلِ وَ صِلَةُ الاَرْحامِ ...

نصل الی الفقرة الخامسة من حديث مولانا الامام اميرالمومنين عليه السلام في علامات اهل التقوي و هي قلة البخل

البخل

البخل صفة قبيحة وعادة ذميمة الموجبة لهوان صاحبها ومقته وقد عابها الإسلام وحذر منها تحذيرا رهيبا، قال تعالى:(هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْکُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ...)

فعلى الانسان القضاء على البخل ،لأنه يذهب بصاحبه الى الهلاک، وقام الدين الاسلامي بمحاربة هذه الصفة، فوعد الله تعالى الذين يبخلون بما اتاهم من خيرات، وأموال ويکتنزونها ولا يظهرونها للناس ولا ينفقونها على من هو احوج اليها منهم وکذلک وعد سبحانه من يأمر الناس بالبخل، سيعذبهم على بخلهم، وعلى فعلهم هذا اشد العذاب حيث قال الله تعالى:{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَکْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْکَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا}

والبخل يقود صاحبه الى المساوئ والعيوب، مثل الکذب على الناس خوفاً منهم أن يطلبوا منه المساعدة؛ خشيةً على ماله من النفاذ، و کذلک يحرض البخيل على کسب المال بکل الوسائل حتى ولو من الطرق غير المشروعة، فهذه کلها مساوئ يخلفها البخل في اصحاب النفوس الضعيفة، کما ورد في قول الامام علي(عليه السلام):( الْبُخْلُ جَامِعٌ لِمَسَاوِى الْعُيُوبِ وَ هُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِهِ إِلَى کُلِّ سُوءٍ)

کذلک فإن مصاحبة البخيل والتقرب منه امرٌ خطير فيجب على الشخص المؤمن الابتعاد عنه وتجنبه، حيث ان البخل يذهب بکرامة صاحبه ويذله، کما ورد في قول الامام علي:(عليه السلام):( البُخلُ يُذِلُّ مُصاحِبَهُ، و يُعِزُّ مُجانِبَهُ)

ومن مساوئ مصاحبة البخيل هو التطبع بأطباعه واخلاقه وتعلم منه البخل وحب المال وقساوة القلب کما في قول أمير المؤمنين:(عليه السلام):(النظر الى البخيل يقسي القلب).

وإن اهل البيت(عليهم السلام) يحذروننا من الاقتراب ومصادقة البخيل، لأنه يحمل سجية ذميمة، ومن الممکن أن يترکک وانت بأمس الحاجة اليه، حيث قال الامام علي (عليه السلام): (وَ إِيَّاکَ وَ مُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْکَ أَحْوَجَ مَا. تَکُونُ إِلَيْهِ).