بسم الله الرحمن الرحیم
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَال خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلی الله عليه و اله-قَبْلَ وَفَاتِهِ وَ هِيَ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْمَدِينَةِ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ تَعَالَى فَوَعَظَ بِمَوَاعِظَ ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَ وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَ اقْشَعَرَّتْ مِنْهَا الْجُلُودُ وَ تَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الْأَحْشَاءُ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلی الله عليه و اله- حَتَّى ارْتَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ...
الشطر الحادی عشر:
الموضوع: فضل اکرام المؤمن و عدم اهانته
-وَ مَنْ أَکْرَمَ أَخَاهُ فَإِنَّمَا يُکْرِمُ اَللَّهَ فَمَا ظَنُّکُمْ بِمَنْ يُکْرِمُ اَللَّهَ أَنْ يُفْعَلَ بِهِ.
و لذا جاء عن رسول الله-صلی الله عليه و اله- : لَيسَ شَيءٌ أکرَمَ عَلَى اللّهِ مِنَ المُؤمِنِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ – علیه السلام- مَنْ أَکْرَمَ مُؤْمِناً فَإِنَّمَا يُکْرِمُ اللَّهَ وَ مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ الْبَلَاءَ وَ دَرَّ عَلَيْهِ الرِّزْقُ.
ولذا من الذنوب الکبيرة التي اوعد الله عليها بالعذاب (هتک حرمة المؤمن).باي نحو کان، سواء بالسخري، او الشتم، او سوء القول، او التعيير او الاذلال والإحتقار، او الإستخفاف والإهانة، او الهجو.
مما جاء من الآيات والروايات في منزلة المؤمن يعرف ان الشارع اهتمّ بنحوٍ بالغٍ بشأن المؤمن وشرفه، حتى کانت حرمته أعلى من کل الحرمات، وهتک حرمته من کبائر الذنوب وبمنزلة سفک دمه، حتى ان الله تعالى ربط المؤمن بنفسه في قوله « اللهُ وليّ الذينَ آمنوا » وکان الله ناصره وعونه کما في قوله « ذلک بأنَّ اللهَ مولى الذين آمنوا » وأوجب على نفسه نصرة المؤمن « وکانَ حقاً عَليَنا نَصْرُ المؤمنينَ » وجعله أفضل أفراد البشر « إن الذينَ آمَنُوا وعَمِلَوا الصالِحاتِ أولئِکَ هُم خَيرُ البَريَّة » و کان الله مدافعا له « إِنَّ اللَّهَ یدَافِعُ عَنِ الَّذِینَ آمَنُوا »
واَمَرَ اشرف مخلوقاته وهو خاتم الانبياء «صلى الله عليه واله» بالتواضع للمؤمنين وذلک في قوله تعالى « واخْفِضْ جَناحَکَ لِمَنْ إتَّبَعَکَ مِنْ المُؤمِنينَ » بَل إشْتَرى مِنْهُم أمْوالَهُم وأنْفُسَهُم « إنَّ اللهَ إشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أنْفُسَهُم وأمْوالَهُم » وبيّن حبّه لهم وحبّهم له « يُحِبَّهُم ويُحِبُّونَه » « والذينَ آمَنُوا أشَدُّ حُباً للهِ ».
وبالجملة فلایجوز هتک حرمة المؤمن کما في الحديث النبوي الشريف: (انَّ اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ خَلَقَ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَظَمَةِ جَلالِهِ وَقُدْرَتِهِ، فَمَنْ طَعَنَ عَلَیهِ اوْ رَدَّ عَلَیهِ قَوْلَهُ، فَقَدْ رَدَّ عَلَی اللَّهِ)
وعن الامام الکاظم «عليه السلام»: قوله (ا أَعْظَمَ حَقَّکِ یَا کَعْبَةُ َ وَ اَللَّهِ إِنَّ حَقَّ اَلْمُؤْمِنِ لَأَعْظَمُ مِنْ حَقِّکِ).
ومن هنا يعلم کم هو ذنب عظيم هتک حرمة المؤمن.
بستن *نام و نام خانوادگی * پست الکترونیک * متن پیام |