بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: ماهو المقیاس لمعرفة المؤمن :
الفقرة الثالثة: حُسْنُ اَلْخُلُقِ
عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ:
•أَرْبَعٌ مَنْ کُنَّ فِيهِ کَمُلَ إِيمَانُهُ وَ إِنْ کَانَ مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ ذُنُوباً لَمْ يَنْقُصْهُ ذَلِکَ قَالَ وَ هُوَ اَلصِّدْقُ وَ أَدَاءُ اَلْأَمَانَةِ وَ اَلْحَيَاءُ وَ حُسْنُ اَلْخُلُقِ الکافي، الجزء۲، الصفحة۹۹
•عباد الله اوصیکم و نفسی بتقوی الله (يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقوا اللّه وَ کُونُوا مَعَ الصّادقين) التوبة 119
کان کلامنا و بحثنا تبيين المقياس لمعرفة المؤمن في اطار حديث الامام الصادق (عليه السلام) و ذکرنا في الفقرة الثانية من الاسابیع الماضية حول الأمانة ،امّا نبحث في هذا اليوم حول الفقرة الثالثة من هذه الرواية الشريفة و هي حُسْنُ الخُلُق.
•ما هو تعريف الأخلاق
"الأخلاق هي مجموعةُ الکمالات المعنوية والسجايا الباطنية للانسان"وبعبارة اوضح ان للانسان (خَلْق) و(خُلُق) فالخَلْق هو عبارة عن کمالات الانسان الظاهرية الجسدية
والخُلُق ـ بضم الخاء ـ هو عبارة عن کمالات الانسان الروحية الباطنية.
وليست الأخلاق کما عرّفها (فُولْکِيه) بانّها مجموعةُ قوانين السلوک التي يستطيع الانسان بواسطتها يصل الى هدفه
(ص۱۶ في الاخلاق في القرآن.)
وهذا التعريف يتوافق مع النظرة الشيوعية المادّية التي لا تُقيم للقِيم أيةَ اهميةٍ والمهم عندهم الوصول الى هدفهم کيفما کان وکيفما اتفق.
فهم يقولون إذا کان الکِذْب يوصلنا الى غايتنا فهو من الأخلاق وعلى حد تعبيرهم (کل شيء يُعجِّل في الثورة الشيوعية، فهو الأخلاق)
•في اهمية حُسْنِ الخُلُق
أمّا في اهمية حسن الخلق کما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: «جاءَ رجُلٌ إلى رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) مِن بَينِ يَديهِ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، ما الدِّينُ؟ فقالَ: حُسْنُ الخُلُقِ. ثُمَّ أتاهُ عن يَمينِهِ فقالَ: ما الدِّينُ؟ فقالَ: حُسنُ الخُلقِ. ثُمَّ أتاهُ مِن قِبَلِ شِمالِهِ فقالَ: ما الدِّينُ؟ فقالَ: حُسنُ الخُلقِ. ثُمَّ أتاهُ مِن وَرائهِ فقالَ: ما الدِّينُ؟ فالْتَفَتَ إلَيهِ وقالَ: أمَا تَفْقَهُ؟! الدِّينُ هُو أنْ لا تَغْضَبَ». (تنبيه الخواطر: ص89.).
فلذا صار الخُلُق وعاءً ومکاناً مناسباً للدين وهذا ما اتصف به النبي الأکرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أفاض الله تعالى عليه نعمةَ النبوة وحباه بالوحي دون غيره لخُلُقه ِالرفيع الذي وصل إلى درجةٍ أن ينال مدح الله تعالى وثناء المولى على العبد بقوله: [وَإِنَّکَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ].
•مکارم الأخلاق في نظر أهل البيت (عليهم السلام)
أولاً: الحثُّ على التحلّي بمکارم الأخلاق
مکارم الأخلاق هبة يهديها الله تعالى لخلقه ترتفع بصاحبها إلى الدرجات العليا والمراتب الرفيعة، وهي درع واقية ضد الآثام والدنس فلذا أکثر أهل البيت (عليهم السلام) من الحثِّ عليها بأنواعه الآتية:
1ــ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): « علَيکُم بمَکارِمِ الأخْلاقِ، فإنّ اللهَ عزّ و جلّ بَعثَني بها. و إنَّ مِن مَکارِمِ الأخْلاقِ أنْ يَعْفُوَ الرّجُلُ عَمَّنْ ظَلمَهُ، و يُعْطيَ مَن حَرمَهُ، و يَصِلَ مَن قَطعَهُ، و أنْ يَعودَ مَن لا يَعودُهُ ».
(أمالي الطوسي: ص478، ح1042).
2-عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: عَلَيْکُمْ بِمَکَارِمِ اَلْأَخْلاَقِ فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحِبُّهَا وَ إِيَّاکُمْ وَ مَذَامَّ اَلْأَفْعَالِ فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْغِضُهَا وَ عَلَيْکُمْ بِحُسْنِ اَلْخُلُقِ فَإِنَّهُ يَبْلُغُ بِصَاحِبِهِ دَرَجَةَ اَلصَّائِمِ اَلْقَائِمِ.
الأمالی (للصدوق) جلد۱ص۳۵۹
•ما هي الأخلاق التي يجب التحلي بها
وهناک الکثير من الأحاديث التي حثت البشرية على التحلي بهذه المکارم التي لا غنى عنها لعاقل متبصر ولا لأمة تنشد الحياة الحقيقية، فلقد ورد عن الإمام الصادق (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) حديث جمع فيهما أغلب مکارم الأخلاق وهما کما يلي:
•قال الإمام الصادق (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «إنّ اللهَ تبارکَ وتعالى خَصَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) بمَکارِمِ الأخْلاقِ، فامْتَحِنوا أنفسَکُم؛ فإن کانتْ فِيکُم فاحْمَدوا اللهَ عزّ وجلّ وارغَبوا إلَيهِ في الزّيادَةِ مِنها.
فذکَرَها عَشرَةٌ:
•اليَقينُ، والقَناعَةُ، والصَّبرُ، والشُّکرُ، والحِلْمُ، وحُسُنُ الخُلقِ، والسَّخاءُ، والغَيْرَةُ، والشَّجاعَةُ، والمُروءَةُ».
(أمالي الصدوق: ص184، ح8. )
•الإمامُ الصّادقُ عليه السلام ـ لَمّا سُئلَ عَن حَدّ حُسُنِ الخُلقِ ـ : تُلَیِّنُ جَناحَکَ وَ تُطَیِّبُ کَلامَکَ وَ تَلْقي اخاکَ بِبِشْرٍ حَسَنٍ (معاني الأخبار : 253/1)
کما أن هناک صفاتٌ أُخرى عدّها الأئمة (عليهم السلام) مِن مکارم الأخلاق کالعفو عن الظالم، اکرام الجار والإحسان إليه وکف الأذى عنه، وصِدْقُ اللِّسانِ، وأداءُ الأمانَةِ، وصِلَةُ الرَّحِمِ، وإقْراءُ الضَّيفِ و اکرامه، وإطْعامُ السّائلِ، والمُکافأةُ على الصَنائِعِ، و الحَياءُ.
بستن *نام و نام خانوادگی * پست الکترونیک * متن پیام |