بسم الله الرحمن الرحیم
الامام امیرالمومنین على عليه السلام: اِنَّ لاَهْلِ التَّقْوى عَلاماتٍ يُعْرَفونَ بِها:
صِدْقُ الْحَديثِ وَ اَداءُ الاَمانَةِوَالْوَفاءُ بِالْعَهْدِ وَ قِلَّةُ الْفَخْرِ وَ الْبُخْلِ وَ صِلَةُ الاَرْحامِ ...
تکلمنا في الاسبوع الماضي حول البخل التي هي من الصفات المذمومة و في قبالها صفة الکرم و الجود التي هي من صفات المتقين و المحسنين و الان نصل الي اهم اسباب البخل في الانسان التي تجره الي تلک الصفات الذميمة
ومن اهم اسباب البخل
هو: سوء الظن بالله تعالى، وقلة الايمان؛ اي أن البخيل يکون ايمانه بالله عز وجل ضعيفاً جداً، وسوء ظنه به تعالى يدفعه الى البخل، ولوکان حسن الظن بالله ،ومؤمناً بوعده سبحانه عندما وعد الذين ينفقون من أمولهم في سبيله، يضاعفه لهم اضعافاً مضاعفة کما في قوله تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين)
وکذلک قول الامام الباقر(عليه السلام) في قوله تعالى في شأن مضاعفة أجر من ينفق في سبيله سبحانه:{فَأَمَّا مَن أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى}بأن اللَّه يعطي بالواحدة عشرا إلى مائة ألف فما زاد (فَسَنُيَسِّرُه لِلْيُسْرى) قال لا يريد شيئا من الخير إلا يسره اللَّه له قال تعالى:{وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى} قال البخل بما آتاه اللَّه {وَکَذَّبَ بِالْحُسْنى} بأن اللَّه يعطي بالواحدة عشرا إلى مائة ألف فما زاد.
فهذه دلائل مؤکدة في زيادة أجر الإنفاق في سبيل الله عز وجل، فهذا لوکان مؤمناً بالله، لم يصبح بخيلاً، لکن هذا بخله ناتجاً عن خلل عقائدي في داخله، ومن عدم ثقته بالله تعالى، وحبه وخوفه على ماله من عدم التعويض إذا انفقه، وهذا مرض نفسي يکون في البخيل، فينتج عن ذلک سوء الظن بالله فيبخل بما لديه من مال، حيث قال أمير المؤمنين(عليه السلام): (البخل بالموجود سوء الظن بالمعبود) ومن أسباب البخل، الخوف من الفقر، وهذه من نزغات الشيطان، الذي يزين له حب اکتناز المال، وجمعه، وعدم انفاقه على من هو احق به منه، خوفاٍ على نفسه من أن يقع في الفقر لکن هو واقع في الفقر، لأنه لا ينفق من ماله حتى على نفسه ولکن لا يعلم بذلک، فيعيش حياته کأنه فقيراً لا يملک قوت يومه، لکن سيحاسبه الله في الاخرة حساب الغني، کما في قول أمير المؤمنين(عليه السلام): (عَجِبْتُ لِلْبَخِيلِ يَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ الَّذِي مِنْهُ هَرَبَ، وَيَفُوتُهُ الْغِنَى الَّذِى إِيَّاهُ طَلَبَ، فَيَعِيشُ فِي الدُّنْيَا عَيْشَ الْفُقَرَاءِ، وَيُحَاسَبُ فِي الْآخِرَةِ حِسَابَ الْأَغْنِيَاءِ)
والبخل وإن کان ذميما مقيتا، لکن تختلف صوره وأبعاده، فأقبح صوره وأشدها إثما هو البخل بالفرائض الالهية التي أوجبها الله على المسلمين، کالخمس والزکاة والحج والجهاد، وهذا اقبح البخل کما في قول الامام علي (عليه السلام): (البخل بإخراج ما افترضه الله ُسبحانه من الاموال اقبح البخل).
بستن *نام و نام خانوادگی * پست الکترونیک * متن پیام |