شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ11 بهمن 98

أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاکْفِنِي مَا يَشْغَلُنِي الاهْتِمَامُ بِهِ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْأَلُنِي غَداً عَنْهُ وَاسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيمَا خَلَقْتَنِي لَهُ.

عباد الله اوصيکم و نفسي بتقوئ الله ،فان خير الزاد التقوئ، و انّ اکرمکم عند الله اتقاکم؛لازال کلامنا في شرح فقرات دعاء مکارم الاخلاق،وصل بنا البحث الئ هذه الفقرة من الدعاء [وَاسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيمَا خَلَقْتَنِي لَهُ]

في هذه الفقرة عدة مباحث:المبحث الاول:ما هو سِرُّ خَلْقِ الإنسانِ؟ولماذا اُوجد؟،المبحث الثاني:کيف ينبغي أن يقضي وقته المؤمن في حياته الدنيوية؟ والمبحث الثالث: ما هي العبادة؟

ما هو سر خَلق الإنسان؟ ولماذا اُوجد؟

بما ان الإنسان متکوّن من بُعدٍ مادّي وآخر مجرّد، نجده يتساءل عن سرّ خلقته وفلسفة وجوده، فيسأل نفسه أوّلاً لماذا خُلقنا؟

ولو بحثنا في کتاب الله الکريم لوجدنا فيه آيات تُبيّن فلسفةَ الخلقة وسرَّ الوجود.

فيأتي الجواب قرآنياً في آية صريحة تبيّن سرّ وجود الإنسان وفلسفة خلقته،فيقول أحسن الخالقين: [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ].إذن وُجٍدَ الإنسانُ ليُعبدَ اللهُ سبحانه.

و لکن باي کيفية يُعْبَد اللهُ؟ هل تحتاج العبادة الئ شئٍ ام لا؟ نعم العبادة تحتاج الئ معرفة، ولازم عبادةِ الله المعرفة.

من الذي يعرفنا و يعلمنا العبادة؟ قطعاً الحجة الالهية و الامام(عليه السلام).

کما عَنْ أَبِی‌عَبْدِاللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: خَرَجَ الْحُسَیْنُ‌بْنُ‌عَلِیٍّ (علیهما السلام) عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِکْرُهُ مَا خَلَقَ الْعِبَادَ إِلَّا لِیَعْرِفُوهُ فَإِذَا عَرَفُوهُ عَبَدُوهُ فَإِذَا عَبَدُوهُ اسْتَغْنَوْا بِعِبَادَتِهِ عَنْ عِبَادَة مَنْ سِوَاهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی فَمَا مَعْرِفَة اللَّهِ؟ قَالَ مَعْرِفَة أَهْلِ کُلِّ زَمَانٍ إِمَامَهُمُ الَّذِی یَجِبُ عَلَیْهِمْ طَاعَتُه.

السؤال:جاء في حديث الکساء بسند معتبر [ اِنّی ما خَلَقْتُ سَمآءً مَبْنِیةً، وَلا اَرْضاً مَدْحِیةً، وَلا قَمَراً مُنیراً، وَلا شَمْساً مُضِیئَةً، وَلا فَلَکاً یدُورُ، وَلا بَحْراً یجْری، وَلا فُلْکاً یسْری، اِلاَّ فی مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الْخَمْسَةِ الَّذینَ هُمْ تَحْتَ الْکِسآءِ].

کيف حل التعارض بين هذا الحديث اي (الکساء) و الآية [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ]و ما التوجيه القوي لهذه الرواية؟

الجواب:مقدمتاً نقول: بعض الروايات اشارت الئ انّ معني العبادة کما "عن الامام الصّادق (علیه السلام) انه قال: مَعْنَی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ [وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ] اي: خَلَقَهُمْ لِلْعِبَادَة"

و في بعض الروايات جاءت العبادة بمعنئ المعرفة اي ليعرفون، اي:يعرفون امامهم حتئ يسير بهم الئ الله. کما في زيارة الجامعة" مَنْ اَرادَ اللهَ بَدَأَ بِکُمْ، وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْکُمْ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِکُمْ"

وعن الامام الصادق(علیه السلام): بِنَا عُرِفَ اللَّه وَ بِنَا عُبِدَ اللَّه نَحْنُ الْأَدِلَّاءُ عَلَی اللَّهِ وَ لَوْلَانَا مَا عُبِدَ اللَّه.

فحل التعارض ان يکون علئ هذا الوجه ،علة خلقةِ العالَم هي العبادة، و لايستطيع الانسان ان يصل الئ کنهها و کمالها الاّ من طريق اهل بيت العصمة و الطهارة (عليهم افضل صلاة المصلين)

والجواب الثاني عن بعض مراجعنا العظام: ان الله سبحانه و تعالئ جعل کلَ العبادة محبةَ و موالاة اهل البيت (عليهم السلام)،يعني انّ الله خلق الانسان للعبادة، وقمة هذه العبادة هي موالاة اهل بيت العصمة و الطهارة "عليهم السلام

الجواب الآخر: المراد من الحديث الشريف : أنّ الله تعالى لأجل محبّته للصدّيقة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها ( عليهم آلاف التحيّة والسلام ) قد خلق الخلق.