menusearch
salmanhashemi.ir

شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ17 خرداد98

جستجو
۱۳۹۸/۳/۱۷ جمعه
(0)
(0)
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ17 خرداد98
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ17 خرداد98

"اللهم صل على محمد وآله، وبلغ بإيماني أکمل الإيمان واجعل يقيني أفضل اليقين، وأنته بنيتي إلى أحسن النيات وبعملي إلى أحسن الأعمال".

فقد تحدثنا حول معنى الیقین، ثم حاولنا أن نلقي شيئاً من الضوء على معنى قول الإمام السجاد: " واجعل يقيني أفضل اليقين".

متعلقات اليقين:

اليقين له متعلَّقات کثيرة، منها: اليقين بالله، وبوجوده، وبوحدانيته، وبصفاته، وحسن أسمائه, ويقين بحکمة الله، وعدله, ويقين بصوابية تشريعاته, وأنه لا أکمل من شريعة الله, فهي الکاملة التامة، المناسبة -تمام التناسب- مع ما يُصلح الناس من أول يوم خلق الله الناس وشرَّع لهم الشرائع، إلى آخر يوم، فحلاله حلال إلى يوم القيامة, وحرامه حرام إلى يوم القيامة، فما من حلالٍ أحلَّه الله إلا والواقع يقتضي أن يُحِلَّه, وما من حرامٍ حرَّمه الله إلا والواقع يقتضي أن يُحرِّمه.

 

شيءٌ من التفصيل حول متعلَّقات اليقين:

هذه کلها مُتعلَّقات لليقين، نود أن نتحدث عن بعضها بشيءٍ من التفصيل -بما يتناسب مع المقام-، ونرکز على مجموعة من التطبيقات والأمثلة:

أولاً: کيف أکون على يقين بعدل الله تعالى؟

عندما تکون على يقين بعدل الله، فإنَّ معنى ذلک أنَّ کلَّ ما يُقدِّره الله ويقضيه فهو مناسب للعدل، ولا جور فيه ولا ظلم, فالحال عندک سواء إن مرضت أو عُوفيت, رُزقت أو مُنعت, وُسَّع عليک في رزقک أو قُدر عليک رزقک, الحال عندک سواء أُصبت بمصيبةٍ أو کنتَ في عافية والحال عندک سواء أحبَّک الناس أو أبغضوک، قدَّروک أو أهانوک, توسَّعت الدنيا في وجهک أو ضاقت, رُزقت أبناءاً أو حُرمت, أُصِبت في حبيبٍ لک أو رُزقت حبيباً جديداً.. کلُّ ذلک عندک سواء من جهة اليقين بأن هذه الأحوال المتناقضة غير منافية للعدل الإلهي.

فهي عندک سواء لأنک متيقِّن أنَّ ذلک هو الذي يُصلحک, وأنَّ ذلک لا ينافي عدل الله معک، فالحرمان مما أُعطي الناس لا يبعثک على الشک في عدل الله. وعندما ترى النِّعم تُفاض على الکافرين والمنافقين وأعداءِ الله فإنک لا تتبرَّم.. وهکذا، عندما لا تتبرَّم عند المصيبة، ولا تبطر عند النعمة، تکون ممن أيقن بعدل الله.

ثانياً: کيف أکون على يقين بحکمة الله تعالى؟

ما معنى أن تکون على يقينٍ بحکمة الله؟، معناه أن تکون على يقينٍ بحسن تدبير الله عز وجل فيما خلق وقدَّر، وفيما شرَّع.

فکل ما يحدث في الکون من سننٍ وقوانين، فإنها مُعبِّرة عن حکمة الله وکل ما شرَّعه فهو معبِّر عن حکمته أيضاً.. فحين تعتقد بذلک، فإنک من أهل اليقين. فاليقين يمعني التسليم, أو من نتائجه التسليم, ومن آثاره التسليم.

نلاحظ أنَّ الموقنين يأمرهم الله بما لا يتعقَّلونه ولا يُدرکون حکمته، فلا يمنعهم ذلک من الإنقياد الى الله، مثلاً: يأمرهم بأن يصلوا ثلاث رکعات، ثم يأمرهم بأن يصلوا أربع رکعات, فتجدهم يُسلِّمون بهذا، ويسلِّمون بذاک.. يأمرهم أن يرموا الجمار بسبع حصيات، فيُسلِّمون ويمتثلون.. ويکون للمرأة نصف حظِّ الرجل في الميراث، فتُسلِّم المرأة، ويُسلِّم الرجل.. ويحکم بأن تکون دية المرأة نصف دية الرجل، فتُسلِّم المرأة، ويٌسلِّم الرجل. لا ينثار تسائل في قلبِ مُوقنٍ، ولا تشکيک في قلبٍ مؤمن في أن هذه التشريعات هل هي مطابقة لمصلحة العباد وهل هي مطابقة للحکمة، فهم على يقين من ذلک.

فعندما يکون القلب بارداً حين يُلقى إليه حکم الله، وينقاد إليه بکل رحابة صدر، ويکون مسلِّماً بأن ذلک هو الحق -حتى لو کان مخالفا لمقتضى ما يُدرک- فذلک هو اليقين الموصوف بأنه ملاک الإيمان وعماده.

فإذا سمع أنَّ الله تعالى قال: ﴿اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاکُم لِمَا يُحْيِيکُمْ﴾، وأمر الرسول (صلی الله علیه و اله) بالجهاد, فإنَّ المؤمن الذي هو على يقين يعتقد -بلا شکٍ ولا تردد- أنَّ الجهاد هو الذي يُحييه. وإذا ورد أمر بالقصاص، اعتقد بأن ذلک هو الذي يُحييه، وهو الذي يناسب مصلحته, ويُناسب مقتضيات المصلحة العامة. وهکذا، کلُّ أحکام الله, وکلُّ تشريعات الله, وکل ما جاء عن الله، وعن الرسول (صلی الله علیه و اله )

نعم قد نسأل، وقد نبحث عن علل بعض الأحکام ومناشئ جعلها, وأنه لماذا حرَّم الله هذا، وأحلَّ هذا؟, وأيُّ فرقٍ بين هاتين الحالتين: هذه شاة قد ذُبِحت وفُريت أوداجها الأربعة, فقال الله عنها أنها حلال.. وتلک ذُبحت وفريت أوداجها الأربعة، فقال هي حرام.. ما الفرق؟, قيل أنَّ هذه ذُبحت على القبلة، وتلک لم تُذبح على القبلة. نحن لا نتعقَّل الفرق، وقد نتعقَّل، ومع ذلک نُسلِّم، فنرمي تلک في القاذورات، ونأکل هذه.

فالسؤال للمعرفة إنْ اٌتيحت ولکنَّ القلب منطوٍ على اليقين بأنَّ شريعة الله هي المطابقة للحکمة التامة هذا هو اليقين المحمود.

نظرات کاربران
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

بستن
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

0 نظر