شرح دعاء الوالدين في صحيفة السجادية (11)
الموضوع :استثارة عاطفة الابن
یَا رَبّ.فَهُمَا أَوْجَبُ حَقّاً عَلَیّ،وَ أَقْدَمُ إِحْسَاناً إِلَیّ،وَ أَعْظَمُ مِنّةً لَدَیّ مِنْ أَنْ أُقَاصّهُمَا بِعَدْلٍ،أَوْ أُجَازِیَهُمَا عَلَى مِثْلٍ،
أَیْنَ إِذاً یَا إِلَهِی طُولُ شُغْلِهِمَا بِتَرْبِیَتِی وَ أَیْنَ شِدّةُ تَعَبِهِمَا فِی حِرَاسَتِی وَ أَیْنَ إِقْتَارُهُمَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا لِلتّوْسِعَةِ
شرح الکلمات
(يا رب فهما أوجب حقاً عليّ) من أن أقول فيهما شيئاً من الاتهام بالاستبطاء وما أشبه (وأقدم إحساناً إليّ) من کل محسن، بعد الله سبحانه (وأعظم منة لدي من أن أُقاصهما بعدل) بأن أطلب من الحاکم العادل أن يأخذ منهما حقي قصاصاً (أو أُجازيهما على مثل) ما فعلا بي (أين إذاً) أي: إذا أردت مقاصتهما ومجازاتهما (يا إلهي طول شغلهما بتربيتي)؟ وهل لي أن أُجازيهما بمثل هذه التربية الطويلة (وأين شدة تعبهما في حراستي) وحفظي (وأين إقتارهما على أنفسهما للتوسعة عليّ) في المأکل والمشرب وما أشبه
الموضوع :استثارة عاطفة الابن
في هذه الفقرة من الدعاء المبارک يذکر الإمام (علیه السلام) الإبن بفضائل والديه عليه، فهما و إن کانا قد يسرفان في حقه - کما مر في الفقرة السابقة - لکن هذا لا يعني اغفال فضلهما.
فالامام (علیه السلام) في هذا المقطع من الدعاء، يشير إلى نماذج من احسان الوالدين لابنهما و التي قد يکون الأبن قد تلمس شيئا منها في حياته، فيشير إلى طول تعبهما في حراسته و حفظه، و کيف أنهما تحملا الصعاب في سبيل حفظ الإبن. و کما يشير الإمام السجاد (عليه السلام) في رسالة الحقوق الي حق الأم : * فَحَقّ أُمّکَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنّهَا حَمَلَتْکَ حَيْثُ لَا يَحْمِلُ أَحَدٌ أَحَداً وَ أَطْعَمَتْکَ مِنْ ثَمَرَةِ قَلْبِهَا مَا لَا يُطْعِمُ أَحَدٌ أَحَداً وَ أَنّهَا وَقَتْکَ بِسَمْعِهَا وَ بَصَرِهَا وَ يَدِهَا وَ رِجْلِهَا وَ شَعْرِهَا وَ بَشَرِهَا وَ جَمِيعِ جَوَارِحِهَا مُسْتَبْشِرَةً بِذَلِکَ فَرِحَةً مُوَابِلَةً مُحْتَمِلَةً لِمَا فِيهِ مَکْرُوهُهَا وَ أَلَمُهَا وَ ثِقْلُهَا وَ غَمّهَا حَتّى دَفَعَتْهَا عَنْکَ يَدُ الْقُدْرَةِ وَ أَخْرَجَتْکَ إِلَى الْأَرْضِ فَرَضِيَتْ أَنْ تَشْبَعَ وَ تَجُوعَ هِيَ وَ تَکْسُوَکَ وَ تَعْرَى وَ تُرْوِيَکَ وَ تَظْمَأَ وَ تُظِلّکَ وَ تَضْحَى وَ تُنَعّمَکَ بِبُؤْسِهَا وَ تُلَذّذَکَ بِالنّوْمِ بِأَرَقِهَا وَ کَانَ بَطْنُهَا لَکَ وِعَاءً وَ حَجْرُهَا لَکَ حِوَاءً وَ ثَدْيُهَا لَکَ سِقَاءً وَ نَفْسُهَا لَکَ وِقَاءً تُبَاشِرُ حَرّ الدّنْيَا وَ بَرْدَهَا لَکَ وَ دُونَکَ فَتَشْکُرُهَا عَلَى قَدْرِ ذَلِکَ وَ لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلّا بِعَوْنِ اللّهِ وَ تَوْفِيقِهِ.
وَ أَمّا حَقّ أَبِيکَ فَتَعْلَمُ أَنّهُ أَصْلُکَ وَ أَنّکَ فَرْعُهُ وَ أَنّکَ لَوْلَاهُ لَمْ تَکُنْ فَمَهْمَا رَأَيْتَ فِي نَفْسِکَ مِمّا يُعْجِبُکَ فَاعْلَمْ أَنّ أَبَاکَ أَصْلُ النّعْمَةِ عَلَيْکَ فِيهِ وَ احْمَدِ اللّهَ وَ اشْکُرْهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِکَ وَ لا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ.
اما فضيلة شهر رجب المرجب
اسعد الله ایامکم بحلول شهر العبادة و الانابة شهر الاستغفار و التوبة
شهر رجب الحرام دورة تدریبية ينبغي الاشتراک فيها للإستعداد لشهر الله تعالى
اعلم انّ هذا الشّهر وشهر شعبان وشهر رمضان هي أشهر متناهية الشرف، والاحاديث في فضلها کثيرة، بل روي عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انّه قال : انّ رجب شهر الله العظيم لا يقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الکفّار فيه حرام ألا انّ رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر اُمّتي، ألا فمن صام من رجب يوماً استوجب رضوان الله الاکبر، وابتعد عنه غضب الله، واغلق عنه باب من أبواب النّار.
وعن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال:من صام يوماً من رجب تباعدت عنه النّار مسير سنة، ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنّة.
وقال أيضاً: رجب نهر في الجنّة أشدّ بياضاً من اللّبن، وأحلى من العسل مَنْ صام يوماً من رجب سقاه الله عزوجل من ذلک النّهر،
وعن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رجب شهر الاستغفار لامّتي، فأکثروا فيه الاستغفار فانّه غفورٌ رحيم، ويسمّى الرجب الاصبّ لان الرّحمة على امّتي تصب صبّاً فيه، فاستکثروا من قول اَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ
واعلم انّه قد ورد لصوم شهر رجب فضل کثير وروى انّ من لم يقدر على ذلک يسبّح في کلّ يوم مائة مرّة بهذا التّسبيح لينال أجر الصّيام فيه: سُبْحانَ الاْلهِ الْجَليلِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغي التَّسْبيحُ إِلاّ لَهُ، سُبْحانَ الاْعَزِّ الاْکْرَمِ، سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَهُوَ لَهُ اَهْلٌ.
تکثر القول في رجب: (لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ) ألف مرّة، کتب الله له مائة ألف حسنة وبنى الله له مائة مدينة في الجنّة.
ايضامن استغفر الله في رجب سبعين مرّة بالغداة وسبعين مرّة بالعشيّ يقول: اَسْتَغْفِرُ اللهَ وَاَتُوبُ اِلَيْهِ، فاذا بلغ تمام سبعين مرّة رفع يديه وقال: اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي وَتُبْ عَلَيَّ، فان مات في رجب مات مرضيّاً عنه ولا تمسّه النّار ببرکة رجب.
عن الإمام أبي الحسن عليه السلام: "رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ويمحوَالسيئات
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى نصب في السماء السابعة ملَکاً يقال له الداعي، فإذا دخل شهر رجب نادى ذلک الملک کل ليلة منه الى الصباح يقول: "طوبى للذاکرين، طوبى للطائعين"، (يعني هنيئاً) ويقول الله تعالى: "أنا جليس من جالسني ومطيع من أطاعني وغافر من استغفرني. الشهر شهري والعبد عبدي..والرحمة رحمتي، فمن دعاني في هذا الشهر، أجبته وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي، فمن إعتصم به وصل إليّ".
عن الإمام أبي الحسن عليه السّلام، قال: رجبٌ شهرٌ في الجنّة، أشدُّ بَياضاً من اللبن وأحلى من العسل، مَن صام يوماً من رجب سقاهُ اللهُ عزّوجلّ من ذلک النهر.
بستن *نام و نام خانوادگی * پست الکترونیک * متن پیام |