بسم الله الرحمن الرحیم
أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاکْفِنِي مَا يَشْغَلُنِي الاهْتِمَامُ بِهِ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْأَلُنِي غَداً عَنْهُ وَاسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيمَا خَلَقْتَنِي لَهُ.
عباد الله اوصيکم و نفسي بتقوئ الله ،فان خير الزاد التقوئ؛لازال کلامنا في شرح فقرات دعاء مکارم الاخلاق،وصل بنا البحث الئ هذه الفقرة من الدعاء [وَاسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيمَا خَلَقْتَنِي لَهُ]
قلنا في هذه الفقرة عدة مباحث:المبحث الاول:ما هو سِرُّ خَلْقِ الإنسانِ؟ولماذا اُوجد؟،المبحث الثاني:کيف ينبغي أن يقضي وقته المؤمن في حياته الدنيوية؟ والمبحث الثالث: ما هي العبادة؟
في الاسبوع الماضي تحدثنا حول الغاية من خلقة الانسان و هي العبادة،کما قال الله تعالی في محکم کتابه:﴿وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون﴾؛ إذن الهدف من خلقنا عبادة الله تعالی.و سوف نتکلم حول معنئ العبادة في الاسبوع الأتي بشرط الحياة ان شاء الله تعالئ
اما المبحث الثاني:کيف ينبغي أن يقضي وقته المؤمن في حياته الدنيوية؟
إن علياً (عليه السلام) يصف حياة المؤمن، وکيف ينبغي أن يقضي وقته!.. يقول (عليه السلام): لِلْمُؤْمِنِ ثَلاَثُ سَاعَات: فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يَرُمُّ مَعَاشَهُ، وَسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وَ بَيْنَ لَذَّتِها فِيَما يَحِلُّ وَ يَجْمُلُ. وَلَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَکُونَ شَاخِصاً إِلاَّ فِي ثَلاَث: مَرَمَّة لِمَعَاش، أَوْ خُطْوَة فِي مَعَاد، أَوْ لَذَّة فِي غَيْرِ مُحَرَّم.
ما معنئ الساعة:
يقول جل وعلا [ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ کَذَلِکَ کَانُوا يُؤْفَکُونَ ] فى الآية الکريمة وردت کلمة الساعة بمعنى القيامة، وبمعنى جزء من الزمان.
إن مقدار الساعة هنا هو جزء من اليوم
اذن الامام یقول: (للمؤمن ثلاثُ ساعات: (ساعةٌ يُناجي فيها ربَّه).. کلامه في منتهى الدقة، قال: (يُناجي فيها ربَّه)؛ والمناجاة حالة من حالات التواصل، والحديث المؤنس مع من يهواه الإنسان.. فرق بين أن نقول: ساعة يعبد فيها ربه، أو يتلو فيها القرآن مثلا، أو أن نقول: (ساعةٌ يُناجي فيها ربَّه).. تعبير المناجاة يوحي بحالة من حالات التحليق بعالم واسع، متصل برب العالمين.. وهنيئا لمن تمکن من امتلاک هذه الساعة، ساعة المناجاة مع رب العالمين، وکأنه يراه!.. جل جناب الحق أن يرى بهذه العيون!.. ولکن بعض الناس يصل إلى هذا المستوى الإيماني، الذي يغمض فيها عينه؛ فيرى ربه بقلبه، کما کان علي (عليه السلام) عندما قال: (ما کنت أعبد ربّاً لم أره).
(وساعة يَرُمُّ معاشُه).. المؤمن موجود فاعل، موجود نشط في المجال الاقتصادي..
کانَ رَسولُ اللّه ِ صلي الله عليه و آله إذا نَظَرَ إلَى الرَّجُلِ فَأَعجَبَهُ، قالَ : هَل لَهُ حِرفَةٌ؟ فَإِن قالوا : لا. قالَ : سَقَطَ مِن عَيني. قيلَ : وکَيفَ ذلِکَ يا رَسولَ اللّه ِ ؟! قالَ : لأَنَّ المُؤمِنَ إذا لَم يَکُن لَهُ حِرفَةٌ يَعيشُ بِدينِهِ.
(وَسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وَ بَيْنَ لَذَّتِها فِيَما يَحِلُّ وَ يَجْمُلُ.).. کلامه (عليه السلام) في منتهى الدقة، لم يقل: "فيما يحلّ"، وإلا الحلال في هذه الدنيا کثير.. ولکن لابد من تحقق شرطين في هذه الساعة: أولاً: أن يکون التلذذ حلالاً. ثانياً: أن يکون التلذذ جميلاً.
فرق بين الحلال وبين الحلال الجميل: الحلال الجميل: هو الذي ينسجم مع مستوى المؤمن، ومع وجاهة المؤمن، فلا يسقطه من أعين الناس.. بعض اللذائذ من الممکن أن يقوم بها الإنسان، ولکن ليست بمستوى ذلک المؤمن.. المؤمن حتى بتلذذه موجود هادف بين يدي الله عز وجل.
- الإمام موسئ بن جعفر (عليهما السلام): اجْتَهِدُوا فِى أَنْ يکُونَ زَمَانُکُمْ أَرْبَعَ سَاعَات.سَاعَةً لِمُنَاجَاةِ اللَّهِ وَ سَاعَةً لاِمْرِ الْمَعَاشِ وَ سَاعَةً لِمُعَاشَرَةِ الاْخْوَانِ وَ الثِّقَاتِ الَّذِينَ يعَرِّفُونَکُمْ عُيوبَکُمْ وَ يخْلِصُونَ لَکُمْ فِى الْبَاطِنِ وَسَاعَةً تَخْلُونَ فِيهَا لِلَذَّاتِکُمْ فِى غَيرِ مُحَرَّم.
بستن *نام و نام خانوادگی * پست الکترونیک * متن پیام |