خطبه اول نماز جمعه مورخ 19 دی ماه 1399 به امامت سید سلمان هاشمی امام جمعه شهرک طالقانی

بسم الله الرحمن الرحیم

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَال خَطَبَنَا رَسُولُ الله-صلی الله عليه و اله-قَبْلَ وَفَاتِهِ وَ هِيَ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْمَدِينَةِ حَتَّى لَحِقَ بِالله تَعَالَى فَوَعَظَ بِمَوَاعِظَ ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَ وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَ اقْشَعَرَّتْ مِنْهَا الْجُلُودُ وَ تَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الْأَحْشَاءُ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَ خَرَجَ رَسُولُ الله -صلی الله عليه و اله- حَتَّى ارْتَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ... -صلی الله عليه و اله-: وَ مَنْ مَشَى فِي صُلْحٍ بَيْنِ اِثْنَيْنِ صَلَّى عَلَيْهِ مَلاَئِکَةُ اَللهِ حَتَّى يَرْجِعَ وَ أُعْطِيَ أَجْرَ لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ.

وَ مَنْ مَشَى فِي قَطِيعَةِ بَيْنِ اِثْنَيْنِ کَانَ عَلَيْهِ مِنَ اَلْوِزْرِ بِقَدْرِ مَا لِمَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ اِثْنَيْنِ مِنَ اَلْأَجْرِ مَکْتوبٌ عَلَيْهِ «لَعْنَةُ اللهِ» حَتّى يَدْخُلَ جَهَنَّمَ فَيُضاعَفَ لَهُ العَذابُ.

لذا قال –سبحانه و تعالی- إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَینَ أَخَوَیکمْ

ففي اهمیة الصُلح بین اثنین جاءت روایات کثیرة نُشیر الی بعضٍ منها:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ -عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ- قَالَ: لَأَنْ أُصْلِحَ بَيْنَ اِثْنَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِدِينَارَيْنِ.

عن رسولِ اللهِ –صلی الله علیه و اله-«اَلا اُخْبِرُکُمْ بِاَفْضَلِ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيامِ وَ الصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ؟ قالوا: بَلي يا رَسولَ اللهِ، قال –صلی الله علیه و اله-:«اِصْلاحُ ذاتِ البينِ، فَاِنَّ فِسادَ ذاتِ البينِ هِىَ الْحالِقَةُ»

و عنه–صلی الله علیه و اله-« مَا عَمِلَ رَجُلٌ عَمَلاً بَعْدَ إِقَامَةِ اَلْفَرَائِضِ خَيْراً مِنْ إِصْلاَحٍ بَيْنِ اَلنَّاسِ يَقُولُ خَيْراً أَوْ يَتَمَنَّى خَيْراً »

و عن موسی بن جعفر -علیهما السلام- :طوبى لِلمُصلِحينَ بَينَ النّاسِ، اُولئِکَ هُمُ المُقَرَّبونَ يَومَ القيامَةِ؛

لاسیما الاصلاح بین الزوجین ففیه اجرٌ عظیمٌ

فعن رسولِ اللهِ –صلی الله علیه و اله-«مَنْ مَشَی فِی إِصْلَاحٍ بَینَ امْرَأَةٍ وَ زَوْجِهَا کانَ لَهُ بِکلِّ خُطْوَةٍ یخْطُوهَا فِی ذَلِک عِبَادَةُ سَنَةٍ قِیامٍ لَیلُهَا وَ صِیامٍ نَهَارُهَا»

و لذا الکِذبُ الذی هو مذموم عند الشّارع المُقدّس اُجیز في هذا الامر

عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ -عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ-: «الْکذِبُ مَذْمُومٌ إِلَّا فِی أَمْرَینِ دَفْعِ شَرِّ الظَّلَمَةِ وَ إِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَین»

و کذلک عنه– علیه السلام-: «الکلامُ ثَلاثَةٌ: صِدقٌ و کذبٌ و إِصلاحٌ بَینَ النّاسِ قالَ: قیلَ لَهُ:جُعِلتُ فِداک مَا الصلاحُ بَینَ النّاسِ؟قالَ: تَسمَعُ مِنَ الرَّجُلِ کلاما یبلُغُهُ فَتَخبُثُ نَفسُهُ، فَتَلقاهُ فَتَقولُ:سَمِعتُ مِن فُلانٍ قالَ فیک مِنَ الخَیرِ کذا و کذا، خِلافَ ما سَمِعتَ مِنهُ»