اللهم صل على محمد وآل محمد, وبلِّغ بإيماني أکمل الإيمان, واجعل يقيني أفضل اليقين, وأنته بنيَّتي إلى أحسن النيات, وإلى عملي أحسن الأعمال
کما اشرنا فی الخطبه المسبقه ان الإمام السجاد (علیه السلام) اشار إلى أنَّ الإيمان ليس على مرتبةٍ واحدة، فقد يتصف الإنسان بالإيمان ولکنه قد يکون في أدنى مراتب الإيمان، فليس کلُّ من اتصف بالإيمان کان واجداً لکلِّ مراتب الإيمان. لذلک يظلُّ الإنسان المؤمن في سعيٍ دائم؛ من أجل أن يرقى مرتبةً بعد مرتبة. وقد يُفني عمره کلَّه ولا يتمکن من الوصول إلى أعلى مراتب الإيمان. ولهذا يستحثُّ الإمام السجاد (علیه السلام) المؤمنين على أن يکون شغلهم الشاغل، وهمُّهم الأکبر، هو الوصول لأعلى مراتب الإيمان.
و تکلمنا حول معنی الایمان و اول علامة المومن التی هي الولاية لعلي بن أبي طالب (علیهما السلام).
العلامات الأخرى..
هناک صفة أخرى وعلامة أخرى للمؤمن، ما هي يا رسول الله؟ قال (صلی الله علیه و اله): "من ساءته سيِّئته وسرَّته حسنته فهو مؤمن"، المؤمن قد يرتکب الخطايا وقد يجترح ذنباً إلا أنه سرعان ما يندم ويثوب إلى ربِّه و"خير الخطَّائين التوابون".
فإذا کان أحدٌ من عباد الله يستاء إذا ارتکب السيئة ويتأذَّى وتشتمئزُّ نفسه ويستشعر النَّدم والأذى والأسى والحزن والألم إذا ارتکب سيئة.. وفي المقابل إذا ما أطاع، أو وُفِّق لفعل الخير ابتهج وانتشى وفرح، فهو مؤمن.
وعلى خلاف ذلک يکون غير المؤمن، فإنَّ غير المؤمن يرتکب السيئة ويفتخر بها ويُذنب الذنب ثم ينوي أن يعود إليه ولا يندم على خطيئة بل يسعى لغيرها وأکبر منها هذا هو حال غير المؤمن.. وإن أطاع کانت طاعته بتثاقل ولا ينوي بأن يأتي بطاعةٍ غيرها فإذا تصدَّق شعر بأنه قد خسروقد نقص من ماله. وإذا قضى حاجةً لمؤمنٍ شعر بأنه قد بذل جهداً دون جدوى، ودون مردود. لا يُوقن بالخلف وأنَّ الله قد عوَّضه، بل يشعر دائما بالبخس کلَّما فعل أمراً لا يعود عليه بالنفع.. هذا هو غير المؤمن.
وأما المؤمن فإذا ما فعل طاعة ابتهج وفرح وسُرَّ، وسأل الله أن يُوفِّقه لغيرها وإذا فعل معصية ندم واستاء واشمئزَّت نفسه، وقصد أن لا يعود لمثلها.
هناک علامات أخرى لا نريد أن نفيض الحديث فيها؛ لأننا في صدد شرح الفقرة التي وردت في دعاء مکارم الأخلاق، ولکن لا بأس أن نقرأ هذه الرواية الشريفة المبيِّنة لعلامات المؤمن:
يقول النبي الکريم (صلی الله علیه و اله): "ألا من کان فيه ستُّ خصال فهو منهم" يعني فهو من المؤمنين. ما هي هذه الخصال يا رسول الله؟ قال من صدق حديثه وأنجز وعده وأدى أمانته وبرَّ والديه ووصل رحمه واستغفر من ذنبه فهو مؤمن".
هذه خصالٌ إذا تحلَّى بها عبدٌ من عباد الله، کان في رکب المؤمنين، وکان عليه سيماء المؤمنين: صدقُ الحديث والوفاء بالوعد يصدق في حديثه، وإن کان في الصدق أذيَّة له، ويؤدِّي أمانته -مهما کان في أدائها من مشقة -ويبرُّ والديه -وإن أساءا إليه، وإن جفاه أحدهما، أو کلاهما- ويصل أرحامه -وإن قطعوه- ويستغفر من ذنوبه فلا يغفل عن نفسه، وعما يفعل فإذا أذنب استغفر-.. هذا هو المؤمن.
بستن *نام و نام خانوادگی * پست الکترونیک * متن پیام |