menusearch
salmanhashemi.ir

شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ 21 تیرماه 98

جستجو
۱۳۹۸/۴/۲۱ جمعه
(0)
(0)
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ 21 تیرماه 98
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ 21 تیرماه 98

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ على محمدٍ وآله، وبلِّغ بإيماني أکمل الإيمان واجعل يقيني أفضل اليقين، وأنتهِ بنيتي إلى أحسن النيَّات

کان حدیثنا حول حول هذه الفقرة من الدعاء الشريف "وأنتهِ بنيتي إلى أحسن النيَّات " وقلنا ان البحث قد يکون في محورين الأول: حول المعنى المراد من النية، وکيفية تصحيح النية، والثاني: حول المراد من "أحسن النيَّات".

و تکلمنا حول النیة و المراد منها ثم بینا کیفیة تصحيح النية وکيف تکون هذه النية سليمة و قلنا اولا ان نقصد الخیر ثم أن تقصد وجه الله تعالى..

هو أنَّ الإنسان قد يقوم بالفعل الجميل، فقد يقضي حاجةً لمؤمن، وقد يصلِّي، وقد يصوم، وقد يُجاهد في سبيل الله، ويُنفق الصدقات على الفقراء، ويُشيِّد بيوت الله، وبيوت المؤمنين، وينصح، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنکر، ويفعل الکثير من الخيرات -هذا أحسنُ حالاً من ذلک الصنف الذي يقصد الشرور، ويفعل الشرور-ولکنَّ هذا الإنسان الذي يفعل الخيرات قد لا يتحصَّل على ثواب هذه الخيرات، ولا يجد لها أثراً في الآخرة.

قصة شهيد الحمار!

في السيرة النبوية يذکر المؤرخون أنَّ رجلاً من الصحابة أبلى بلاءا حسناً في الحرب، وجاهد وقاتل وقَتَل ثم قُتِل ولما انتهت الحرب قيل: رحم الله فلان، فلقد أبلى بلاءاً حسناً، جاهد الکفار وناضلهم حتى ذهب شهيداً.. يذکر المؤرخون أنَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله) علَّق على قولهم، قال: نعم، هو شهيد، ولکنه شهيدُ الحمار!

هذا يصلح أن يُسمى بشهيد الحمار! لماذا؟ لأنه قصد من جهاده أن يدفع الکفار حتى لا يُسلب منه حماره، فقُتل في هذا السبيل، فهو شهيد الحمار. هما اثنان، قُتلا في معرکةٍ واحدة، في صفٍ واحد، وسقطا على صعيدٍ واحد، ولعلَّ جراحاتِ هذا أکثر من جراحات الآخرولعلَّ من قَتَلهم من الکفار أکثر ممنَّ قتلهم الآخر.. إلَّا أنَّ هذا تستقبله الحور العين، وتُفتح له أبواب الجنات، ويُقال له ادخل من أيِّ بابٍ شئت. وأما الآخر فتُفتح له أبواب جهنم! هذه هي آثار النيات.

فعندما نبحث عن کيفية تصحيح النية يجب علينا أن نُدرک أن الذي يطلبه الله عز وجل من عمل الخير هو قصد الخير، وقصد القربة و الزلفى إلى الله من ذلک الفعل، وإلَّا ذهب الفعل هباءاً..

النيَّة قد تقوم مقام العمل!

ونزيد على ذلک لنقول: إنَّ المؤمن قد ينوي الخير ولا يفعله؛ لحائلٍ يحول دون أن يفعل الخير. فيتحصَّل على ثواب ذلک الخير وعلى ثواب ذلک العمل، رغم أنَّه لم يعمله! فرغم أنه لم يفعل ذلک الخير، إلا أنه يتحصَّل على ثوابه.

لاحظوا الفرق: الأول کان قد عمل الخير، فحُرم ثوابه؛ لأنه لم يقصد الخير.. والثاني لم يفعل الخير، لکنه حصل على ثوابه.

الشاهد الأول:

کلکم قد سمع قول جابر بن عبد الله الأنصاري، عندما وقف على قبر سيد الشهداء (علیه السلام)، وقال: "أشهد أننا قد شارکناکم. فقال له صاحبه: کيف شارکتهم، ولم تصعد تلَّة، ولم تضرب بسيف، ولم تطعن برمح، وهؤلاء قومٌ برزوا لمضاجعهم، وفُرِّقت رؤوسُهم عن أجسادهم کيف تکون معهم؟! قال: لما سمعته عن رسول الله (صلی الله علیه و اله): من أحبَّ عمل قومٍ کان شريکاً لهم ومن أحبَّ عمل قوم حُشر معهم".

إذن، فنيةُ الخير تُنتج أن يتحصَّل الإنسان على ثواب ذلک العمل، ولذلک ورد في روايات کثيرة أنَّ الرجل ينوي أن يُصلِّي لله ليلا، فتغلبه عيناه، فيُکتب عند الله أنه صلَّى!

الشاهد الثاني:

في غزوة تبوک، وبعد أن عبَّأ رسول الله (صلی الله علیه و اله) المسلمين لمواجهة الرومان -في معرکة عُبِّر عنها بمعرکة العسرة-، حشَّد رسول الله ثلاثين ألف رجل فجاء بعضهم إلى رسول الله (صلی الله علیه و اله)، وکانوا من الضعفاء فقالوا: "يا رسول الله، ليس عندنا ما نسافر به معک، فاحملنا" -أي أعطنا فرسا، أو جملا؛ لکي نرحل معک لمواجهة الکفار-فقال (صلی الله علیه و اله): "لا أجد ما أحملکم عليه"-هم ينوون الخير، ولکنهم لا يستطيعون- ﴿تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ﴾، ليس عندهم ما يُنفقون، وليس عندهم ما يرکبون. يقول الإمام (علیه السلام): "التمسوا من رسول الله نعلا؛ حتى يمشوا معه!" هؤلاء يقول عنهم الرسول الکريم (صلی الله علیه و اله): "هم معنا"، فيقال له: "يا رسول الله، کيف يکونون معنا، وکيف يُثابون بما أُثبنا، ولم يقطعوا وادياً؟! فقال (صلی الله علیه و اله): "کانوا معنا بنيَّاتهم، لذلک فلهم ما لنا من ثواب".

وآخرون کانوا مع رسول الله (صلی الله علیه و اله)، إلا أنَّ القرآن وصفهم بالنفاق، ووصف أعمالهم بالهباء المنثور، رغم أنهم کانوا مع رسول الله! فمدار الثواب والعقاب بالنية. ورد في الحديث الشريف: "إنَّ المؤمن لتَرِدُ عليه الحاجة لأخيه المؤمن، فلا تکون عنده، فيهتمَّ قلبُه، فيُدخله الله -تبارک وتعالى- بهمِّه الجنة"، لأنه قد أصابه وانتابه الهمّ؛ نظراً لعدم قدرته على قضاء حاجة أخيه، فيمنحه الله الجنة بسبب ذلک الهمّ، والنية الصادقة الخيِّرة.

نظرات کاربران
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

بستن
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

0 نظر