شرح فقرة (اللهم اجعلني اهابهما هيبة السلطان العسوف و ابرهما بر الأم الرؤوف
بعد ما عرفنا حقوق الوالدین فی شرح رساله الحقوق لا بد من بیان ما علینا من واجبات مع الأخذ بعین الاعتبار أنه لو افترضنا أن الأبوین تعدّیا وقصّرا فی واجبنا فإن حقهما علینا طبیعی لا یسقطه شیء، وکبیر لا یعادله شیء، فلقد تحملا الضیق والشدة لنکون فی سعة، والذل والهوان من أجل سعادتنا
الواجبات:
أولاً: الحب، وهو عاطفة فطریة أوجدتها القدرة الربانیة فی قلب الولد یجب تنمیتها، وکلما ازداد إدراک المرء وشعوره بذلک کان کاشفاً عن نموّه.
ثانیاً: الاحترام، وإنما یکون ذلک حاکیاً عما فی الضمیر والسریرة لهما من الشأن والمکانة بطریق الفعل والدعاء وغیرهما ویکفیک ما جاء عن الصدیقة الطاهرة علیها السلام: "ما استطعت أن أکلم رسول اللَّه صلى الله علیه وآله وسلم من هیبته" مع أنها أحب الخلق إلیه وروحه التی بین جنبیه.
ولذا یقول الامام زین العابدین علیه السلام : اللهمّ اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف ای:هیبه السلطان الظالم
ثالثاً: الشکر، وهو أن یکون أداؤه حق الشکر بلا منّ ولا ضجر، بل بالعطف والصبر، لأن أداء هذا لا یعادل شیئاً مما قاما به والمراد به البرّ بهما لا حسن القول معهما فقط کما هو بیّن فی قوله سبحانه: ﴿وَقَضَى رَبُّکَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِیَّاهُ وَبِالْوَالِدَیْنِ إِحْسَانًا إِمَّا یَبْلُغَنَّ عِندَکَ الْکِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ کِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً کَرِیمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا کَمَا رَبَّیَانِی صَغِیرًا﴾
وعن النبی صلى الله علیه وآله وسلم: "بر الوالدین أفضل من الصلاة والصدقة والصوم والحج والعمرة والجهاد فی سبیل اللَّه"
و لذا یقول الامام (علیه السلام): اجعلنی أبرهما برّ الأم الرؤوف
ابرر أمّک ثمّ أباک
وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: "جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، مَن أبر؟ قال: أمّک. قال: ثمّ مَن؟ قال: أمّک. قال: ثمّ مَن؟ قال: أمّک. قال: ثمّ مَن؟ قال: أباک
الجنّة تحت قدمها
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طالبًا الجهاد بين يديه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "ألک والدة؟" قال: نعم! قال صلى الله عليه وآله وسلم: "فالزمها، فإنّ الجنّة تحت قدمها
آثار البر الدنيويـّة
أ- يطيل العمر
عن النبيّّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "من سرّه أن يُمدّ له في عمره، ويُبسط رزقه، فليصل أبويه، وليصل ذا رحمه".
وروي عن أحدهم عليهم السلام، أنّه قال: "وقّر أباک يطل عمرک، ووقّر أمّک ترى لبنيک بنين
ب - تخفيف سکرات الموت
عن داود بن کثير الرقي، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: "من أحبَّ أن يخفِّف الله عزّ وجلّ عنه سکرات الموت، فليکن لقرابته وصولا، وبوالديه بارّا، فإذا کان کذلک هوّن الله عليه سکرات الموت، ولم يُصبه في حياته فقرٌ أبدا".
ج- يبررک أبناؤک
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "برّوا آباءکم يبرّکم أبناؤکم، وعفّوا عن نساء الناس تعفّ نساؤکم"
أ- حبّ النبيّّ صلى الله عليه وآله وسلم
عن أبي عبد الله عليه السلام: "إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتته أختٌ له من الرضاعة، فلمّا نظر إليها سرّ بها، وبسط ملحفته لها، فأجلسها عليها، ثمّ أقبل يحدّثها ويضحک في وجهها، ثمّ قامت فذهبت. وجاء أخوها، فلم يصنع به ما صنع بها، فقيل له: يا رسول الله، صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل، فقال: لأنّها کانت أبرّ بوالديها منه
ب- حجّة مبرورة
عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من رجل ينظر إلى والديه نظر رحمة، إلّا کتب الله له بکلّ نظرة حجّة مبرورة" قيل: يا رسول الله، وإن نظر إليه في اليوم مائة مرّة؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: "وإن نظر إليه في اليوم مائة ألف مرّة"
ج- رضاهما السبيل إلى الجنّة
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "من أصبح مُرضيًا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلى الجنة".
د- قبول الدعاء
عن الصادق عليه السلام قال: "ثلاثُ دعواتٍ لا يُحجبن عن الله: دعاء الوالد لولده إذا برّه، ودعوته عليه إذا عقّه، ودعاء المظلوم على من ظلمه، ودعاؤه لمن انتَصر له منه".
بستن *نام و نام خانوادگی * پست الکترونیک * متن پیام |