menusearch
salmanhashemi.ir

شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ 22 تیرماه 97

جستجو
۱۳۹۷/۴/۲۲ جمعه
(0)
(0)
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ 22 تیرماه 97
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ 22 تیرماه 97
بسم الله الرحمن الرحیم
نواصل حديثنا عن الادعية المبارکة، ومنها ادعية الامام المهدي (عليه السلام)، حيث حدثناک عن أحد ادعيته وهو دعاء يتضمن مواضيع دنيوية واخروية حيث ورد في احد مقاطعه المتسلسلة التوسل بالله تعالى بان يتفضل على : )الغزاة بالنصر والغلبة، وعلى الاسراء بالخلاص والراحة، ...الخ(.
أن هناک صراع حق، وصراع باطل، کما أن هناک معرکة بين الحق والباطل، والصراع الديني هو الصراع الحق، وما سواه صراع زائف.ذلک لأن الصراع الديني يريد تحقيق حکم الله، وبالتالي فإنه يريد تحقيق السلام والعدل والحرية والرفاه الشامل.
إن الصراع الحق هو من أجل إنهاء کل الصراعات الزائفة التي تهدف سلب حقوق الإنسان.من هنا.. کان الجهاد في الشريعة الإسلامية فريضة واجبة مقدسة، کما هي الصلاة والحج، وفروع الدين الأخرى.
إن الجهاد جزء رئيسي في بناء الإسلام، وإذا ما حذفناه من برنامج الأمة ومنهجها وسلوکيات أبنائها فإن هذه الأمة سوف تضيع ـ لا سمح الله ـ.
يقول الإمام الصادق (عليه السلام):(أصل الإسلام الصلاة، وفرعه الزکاة، وذروة سنامه الجهاد).
وکأن الإمام (عليه السلام) يريد أن يؤکد أن الإسلام متکامل فهو ليس الصلاة فقط ـ وإن کانت أصله ـ فهناک الزکاة.. وهناک الجهاد في الذروة.والذروة تعني القمة و(فوق کل ذي بر بر حتى يقتل المرء في سبيل الله). إنها أعلى مراحل الجهاد.
حتى قضية الإيمان ليست جزءاً واحداً بل هي عدة أجزاء ينبغي أن نعمل بها جميعاً حتى نصل إلى حقيقة الإيمان.
يقول الإمام علي (عليه السلام) موضحاً هذه الحقيقة: (الإيمان أربعة أرکان.. الصبر واليقين والعدل والجهاد).
أجل.. الجهاد ضرورة حضارية منها، ولو ترکت ذلک أي أمة فإنها ستبوء بالذل والعبودية.
فإذا کان الدفاع عن الذهب والمجوهرات ضد السارقين دفاعاً مشروعاً ونافعاً، فإن الدفاع عن الدين ومقدسات الأمة أعظم مشروعية وأنبل فائدة، فهو يحفظ للأمة کرامتها وعزتها وشرفها.ثم إننا لو ترکنا الجهاد، فلننتظر المحق في الدين.
أي فلننتظر ونتوقع أن يمنعونا من أداء فرائض الإسلام کالصلاة والصيام والخُمس والزکاة وغيرها.. تماماً کما فعلوها في الاتحاد السوفياتي وفي دول أوروبا الشرقية، حيث محق الإسلام.
وإن الظلم الذي يمارسه المستکبرون، ويفرضونه على المستضعفين هو أحد الأسباب التي تجعل الجهاد ضرورة ومسؤولية على عواتق الجميع. يقول الله عز وجل: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)
ان هذه الفقرة من الدعاء تقتادنا الى تکرار حقيقة في غاية الاهمية الا وهي: ان الادعية ليست منحصرة في المناجاة الفردية بين العبد والله تعالى، کما ليست منحصرة في الامور المرتبطة بالتعامل الوجداني الصرف، بل ان الادعية - کسائر نصوص الشرع- تتناول مختلف شؤون الحياة في ميدان السياسة والاقتصاد والادارة الخ... فما هو طابع الفقرة التي لاحظناها؟
فالفقرة التي لاحظناها الآن من دعاء الامام المهدي (عليه السلام) تتناول جانباً سياسياً وعسکرياً: کما هو واضح، حيث تتحدث عن الغزاة اي المعارک التي يخوضها المسلمون ضد اعدائهم، والاسرى الذين يقعون في أيدي اعدائهم حيث يتوسل بالله تعالى بالنسبة الى الاسرى المسلمين بالخلاص والراحة.
والسؤال المهم هو: مادام - کما لاحظنا وطابع هذا الدعاء متمثلاً في التوسل الزوجي اي: طرح طابعين في کل فقرة، حيث تضمن الحديث عن المجاهدين بالنصر والغلبة، وعن الاسرى: بالخلاص والراحة، لذلک نتساءل ما هي النکات الکامنة وراء کل من الطابعين المذکورين.
بالنسبة الى توسل الامام المهدي (عليه السلام) بالله تعالى بان يتفضل على الغزاة بالنصر والغلبة. يمکننا الذهاب الى ان طابعي النصر والغلبة يعنيان الطموح الذي ينتظره المجاهدون وهو: غلبة الاسلام على الکفر.
هنا لابد من ملاحظة موضوعين احدهما هو (النصر)حيث توسل الدعاء بالله تعالى بان يتفضل على المجاهدين بالنصر.

فالنصرمن الممکن ان يکون عقائدياً(کالنصر الذي احرزه الامام الحسين (عليه السلام)في معرکته)وحينا يکون الطموح متمثلاً في النصر وفي الغلبة اي: النصر العسکري ايضاً مثل معرکة بدر على سبيل المثال، ومن البين ان لکل من هذين الطموحين مسوغه، فالنصرالعقائدي هو: امتحان للمجاهدين لملاحظة مدى التزامهم أو عدمه بممارسة الجهاد: فهل ينصاع الجند جميعاً الى التطوع، او يتخلف البعض، أو يهدف الى الغنيمة بعض ثالث، وهکذا ورد في النص القرآني الکريم، ان الله قادر على نصر المسلمين ولکن ليبلوهم في هذه التجربة، سواء کانت النتيجة هي الغلبة العسکرية أو النصر العقائدي
فـضــل المجـاهـديــن    إن أغلب الجيوش المحاربة ـ في العالم ـ تدخل المعارک وهدفها تحقيق النصر على الأرض، أو تحقيق بعض المکاسب السياسية.أي أنها تخوض الحرب من أجل النصر، وإذا هزمت فلا شيء لها غير تجرع غصص الفشل والهزيمة النکراء.
ولکن.. يختلف هذا الأمر بالنسبة للمسلمين.فالجيوش الإسلامية.. إنما تقاتل ـ بالدرجة الأولى ـ من أجل الله وکسب الآخرة.
ولهذا فالجيش الإسلامي منتصر في کلتي الحالتين، في حالة النصر أو في حالة الهزيمة.فهو إذا حقق الانتصار کتب له الأجر، وإذا استشهد کتب له الأجر أيضاً.
إذن.. فالهدف الأول من دخول الحرب ـ عند المجاهدين ـ هو الفوز بالآخرة، وربح الجنة، وضمان النصر ليس شرطاً لدخولهم المعرکة.  وقد يسأل سائل.. وما الذي سيربحه المجاهدون هناک؟وما هو الفضل الذي سيقدمه الله ـ عز وجل ـ لهم؟
للجواب على ذلک، نتصفح آيات الذکر الحکيم..
- يقول الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِکَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ).
ونستنبط من خلال هذه الآيات الحقائق التالية:
أولاً: طالما أن الإنسان ـ في هذه الدنيا ـ يسعى ويفني عمره بالکد والعمل والدراسة، وکل هدفه الحصول على الرفاه والراحة والفوز بالسعادة في الحياة الدنيا.
لذلک فإن الله (تعالى) أکد بأن الفوز العظيم والحصول على السعادة الخالدة إنما يکون بالجهاد وليس بمتاع الدنيا.
ثانياً: البشرى بالرحمة والرضوان.                                                    ثالثاً: الخلود في الجنة والحصول على الثواب الجزيل.
- ويؤکد الله عز وجل على الفوز العظيم فيقول: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَيُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَوَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِفَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِکُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
- وبما أن البشرية تبحث ـ دوماً ـ عن التجارة والحصول على الربح، والخوف من الفشل، وحب المساکن وترک الهجرة، لذلک فقد قال الله عز وجل:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيکُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِکُمْ وَأَنفُسِکُمْ ذَٰلِکُمْ خَيْرٌ لَّکُمْ إِن کُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَيُدْخِلْکُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاکِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَٰلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
ترى هل هناک أفضل من هذا التفضيل؟
ولنرى أيضاً ما الذي تقوله الأحاديث والروايات بهذا الصدد:
-عن النبي الأکرم (صلى الله عليه وآله وسلم):(للجنة باب يقال له باب المجاهدين، يمضون إليه فإذا هو مفتوح، وهم متقلدون بسيوفهم، والجمع في الموقف، والملائکة ترحب بهم).
- ويقول الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام):(بينما أمير المؤمنين (عليه السلام) يَخْطُبُ النَّاسَ وَ يَحُضُّهُمْ عَلَى الْجِهَادِ إِذْ قَامَ إِلَيْهِ شَابٌّ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِين... إِنَّ الْغُزَاةَ إِذَا هَمُّوا بِالْغَزْوِ کَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ فَإِذَا تَجَهَّزُوا لِغَزْوِهِمْ بَاهَى اللَّهُ تَعَالَى بِهِمُ الْمَلَائِکَةَ فَإِذَا وَدَّعَهُمْ أَهْلُوهُمْ بَکَتْ عَلَيْهِمُ الْحِيطَانُ وَ الْبُيُوتُ وَ يَخْرُجُونَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ کَمَا تَخْرُجُ الْحَيَّةُ مِنْ سِلْخِهَا وَ يُوَکِّلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِمْ بِکُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَرْبَعِينَ أَلْفَ مَلَکٍ يَحْفَظُونَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ لَا يَعْمَلُ حَسَنَةً إِلَّا ضُعِّفَتْ لَه وَ يُکْتَبُ لَهُ کُلَّ يَوْمٍ عِبَادَةُ أَلْفِ رَجُلٍ يَعْبُدُونَ اللَّهَ أَلْفَ سَنَةٍ کُلُّ سَنَةٍ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَ سِتُّونَ يَوْماً وَ الْيَوْمُ مِثْلُ عُمُرِ الدُّنياْ)
للدعاء أهمية کبيرة وخاصة وقد أعطى الإمام السجاد (عليه السلام) جانباً کبيراً من حياته الرسالية في توعية الجماهير ونشر مفاهيم الإسلام عبر الدعاء، وکان يدعو للمجاهدين والمقاتلين ويطلب من الله لهم النصر والظفر المبين.
وهناک دعاء معروف للإمام السجاد (عليه السلام) بدعاء أهل الثغور، حيث يدعو فيه الإمام للمجاهدين، وهو کما يلي:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَحَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِکَ، وَأَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِکَ، وَأَسْبِغْ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِکَ.
وهذا بالنسبة الى الغزاة وماذا بالنسبة الى الاسرى؟ لاحظنا ان فقرة الدعاء تتوسل بالله تعالى بأن يتفضل على الاسرى بالخلاص والراحة.
والسؤال: لماذا ذکر الدعاء هذين الموضوعين دون احدهما (کما لو اقتصر على الخلاص من الاسر، ولکنه (عليه السلام) أضاف اليه الراحة ايضاً؟
الجواب: انه من الممکن ان يتخلص المأسور من العدو، ولکن تظل الأثار النفسية والبدنية وسواهما مقترنة مع حياة الاسير مما تسلبه الراحة المطلوبة. سائلين الله تعالى ان يوفقنا الى مجاهدة اعدائه، وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

نظرات کاربران
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

بستن
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

0 نظر