خطبه اول نماز جمعه به امامت سید سلمان هاشمی امام جمعه مورخ 23 مهرماه 1400

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: ماهو المقیاس لمعرفة المؤمن :

الفقرة الثانية: أَدَاءُ اَلْأَمَانَةِ

عَنْ أَبِي وَلاَّدٍ اَلْحَنَّاطِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ:

•أَرْبَعٌ مَنْ کُنَّ فِيهِ کَمَلَ إِيمَانُهُ وَ إِنْ کَانَ مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ ذُنُوباً لَمْ يَنْقُصْهُ ذَلِکَ قَالَ وَ هُوَ اَلصِّدْقُ وَ أَدَاءُ اَلْأَمَانَةِ وَ اَلْحَيَاءُ وَ حُسْنُ اَلْخُلُقِ

الکافي, الجزء۲, الصفحة۹۹

وَ قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَرْبَعٌ إِذَا کُنَّ فِيکَ لَمْ تُبَالِ مَا فَاتَکَ مِنَ اَلدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ وَ صِدْقُ حَدِيثٍ، وَ حُسْنُ خُلُقٍ، وَ عِفَّةٌ في طُعْمَةٍ.

دعائم الإسلام و ذکر الحلال و الحرام و القضایا و الأحکام, الجزء۲, الصفحة۳۳۱

عباد الله اوصیکم و نفسی بتقوی الله (يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقوا اللّه وَ کُونُوا مَعَ الصّادقين) 119 توبه

کان کلامنا و بحثنا تبيين المقياس لمعرفة المؤمن في اطار حديث الامام الصادق عليه السلام و ذکرنا الفقرة الاولئ في الاسبوع الماضي و هي الصدق و اليوم باذن الله نتکلم و ناخذ شيئاً من الفقرة الثانية وهي: أَدَاءُ اَلْأَمَانَةِ:

الأمانة من أهمّ الفضائل الأخلاقية والقيم الإسلامية والإنسانية، والتي وردت کثيراً في القرآن الکريم والأحاديث الشريفة

•في حديث عن النبيّ الأکرم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "لا إِيمـانَ لِمَنْ لا أَمـانَةَ لَهُ" بحار الأنوار، ج69، ص198

•وفي حديث مختصر وعظيم المعنى عن الإمام عليّ عليه السلام قال: "رَأَسُ الإسلام الأَمـانَةُ، رأس النفاق الخيانة". ميزان الحکمة، ج2، ص1345.

•وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "إنّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَم يَبعَث نَبِيّاً إلّا بِصِدقِ الحِدِيثِ وَأَداءِ الأَمـانَةِ إِلىَ البِرِّ وَالفـاجِرِ". الکافي، ج2، ص104

•وهذا التعبير يوضّح أنّ جميع الأديان السماوية قد جعلت الصدق والأمانة جزءاً مهمّاً من تعليماتها الدينيّة والإنسانيّة، ومن الأُصول الثابتة في الأديان الإلهيّة.

•ورد أيضاً عن الإمام الصادق عليه السلام تعبير شديد، حيث قال: "لا تَنظُروا إلى طُولِ رُکُوعِ الرَّجُلِ وَسُجُودِهِ، فَإنَّ ذَلِکَ شَيءٌ اعتَـادَهُ فَلَو تَرَکَهُ استَوحَشَ لِذلِکَ، وَلَکِنْ اُنظُرُوا إلى صِدقِ حَدِيثِهِ وَأَداءِ أَمـانِتِهِ"    اصول کافی. 105 / 2

والهدف من هذا التعبير ليس تقليلاً من شأن الصلاة والرکوع والسجود، بل الهدف هو أنّ هذه الأمور ليست هي العلامة الوحيدة لإيمان الفرد، بل هناک رکنان أساسيان لدين الشخص, أي الصدق والأمانة.

و کذلک عن رسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله :لا تَنْظروا إلى کَثرةِ صَلاتِهِم و صَومِهِم، و کَثرةِ الحَجِّ، و المعروفِ، وَ طَنطَنَتِهِم باللّيلِ! و لکنِ انْظُروا إلى صِدقِ الحديثِ و أداءِ الأمانةِ        بحار الأنوار : جلد 75 / 114.

•الإمام العسکريّ عليه السلام ـ لِشيعَتِهِ ـ : اُوصيکُم بِتَقوَى اللّه ِ، وَالوَرَعِ في دينِکُم ،وَالاِجتِهادِ للّه ِ،وصِدقِ الحَديثِ، وأداءِالأَمانَهِ إلى مَنِ ائتَمَنَکُم مِن بِرٍّ أو فاجِرٍ، وطولِ السُّجودِ، وحُسنِ الجِوارِ، فَبِهذا جاءَ مُحَمَّدٌ صلي الله عليه و آله.                       اصول کافی. 104 / 2

عن الامام اميرالمومنين عليه السلام: اَلامانَةُ تَجُرُّ الرِّزقَ، و َالخيانَةُ تَجُرُّ الفَقرَ   تحف العقول ص221

و کذلک عنه عليه السلام : لا تَخُن مَنِ ائتَمَنَکَ وَ إِن خانَکَ و َلا تُذِع سِرَّهُ و َإِن أَذاعَ سِرَّکَ؛ - بحارالأنوار(ط-بیروت) ج74، ص 208

و لذلک جاء عن رسول الله صلي الله عليه وآله:

•مَن خانَ أَمانَةً فِى الدُّنيا وَ لَم يَرُدَّها إِلى أَهلِها ثُمَّ أَدرَکَهُ المَوتُ ماتَ عَلى غَيرِ مِلَّتى و َيَلقَى اللّه وَ هُوَ عَلَيهِ غَضبانٌ؛

•لانه تعالئ قال في محکم کتابه: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا          نساء 58

لذلک اذا اردت ان تتاخذ صديقا و خليلا فعليک بخليل الصدوق کما عن رسول الله صلى الله عليه و آله :

•إِذا رَأَيتَ مِن أَخيکَ ثَلاثَ خِصالٍ فَارجُه ُ: اَلحَياءُ و َالامانَةُ و َالصِّدقُ؛                نهج الفصاحه ص193، ح 205

لان الصديق الامين لم يخن خليله کما قال الإمامُ الباقرُ عليه السلام :لَم يَخُنْکَ الأمينُ، و لکنِ ائْتَمَنتَ الخائنَ  تهذيب الأحکام : 7 / 232 /.

•ونختم هذا البحث بحديث شريف آخر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال:"لا تَزَالُ اُمّتِي بِخَير مـا تَحـابُّوا وَتَهـادُّوا وَأَدُّوا الأَمـانَةَ وَاجتَنبُوا الحَرامَ وَوَقَّرُوا الضَّيفَ وَأَقـامُوا الصَّلاةَ وَآتوا الزَّکـاةَ، فَإذا لَم يَفَعَلُوا ذَلِکَ ابتُلَوا بِالقَحطِ وَالسِّنِينَ"  بحار الأنوار، ج72، ص115.