شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ24 اسفند 97

الموضوع :اعلان صریح بعدم ادراک حق الوالدین

بسم الله الرحمن الرحیم

هَيْهَاتَ مَا یَسْتَوْفِيَانِ مِنِّي حَقَّهُمَا، وَ لَا أُدْرِکُ مَا یَجِبُ عَلَيَّ لَهُمَا، َلا أنَا بِقَاضٍ وَظِيفَةَ خِدْمَتِهِمَا، فَصَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِهِ، وَأعِنِّي يَا خَيْرَ مَنِ اسْتُعِينَ بِهِ، َوَوفِّقْني يا أهْدى مَنْ رُغِبَ إلَيْه.

شرح الکلمات

(هيهات) أن أتمکن من مقابلتهما بمثل حقهما (ما يستوفيان مني حقهما) إذ حقهما أکبر من أن يمکن أن أُجازيهما بالمثل (ولا أدرک ما يجب عليّ لهما) من الحق (ولا أنا بقاضٍ) أي: بقادر على قضاء (وظيفة خدمتهما) أي: ما يجب عليَّ في مقابل خدمتهما.(فَصَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِهِ؛ وَأعِنِّي يَا خَيْرَ مَنِ اسْتُعِينَ بِهِ؛ َوَوفِّقْني يا أهْدى مَنْ رُغِبَ إلَيْه)

هنا الإمام (علیه السلام) يعلنها صريحة واضحة، و أنه لايمکن ادراک حق الوالدين ابدا، سواء في جانب العمل بالوظيفة تجاههما "مايستوفيان مني حقهما" أم في جانب العلم و الإحاطة بعظيم حقهما "و لاادرک ما يجب علي لهما".

و مع هذا تأتي العبارة الأخرى لتوکد أن على المؤمن الاستعانة بالله تعالي في أداء حقهما، و هذا الأمر - اي عدم ادراک حقهما - ليس سبباً لترک الإحسان للوالدين بمقدار الوسع و من خلال الاستعانة بالله تعالى، و قد أشار الإمام (عليه السلام) نفسه إلى هذا الأمر في رسالة الحقوق في ذکر حق الأم :"فإنک لاتطيق شکرها الا بعون الله و توفيقه".

  فيقول الإمام علي ( عليه السلام ): ( إنَّ للوَلَدِ على الوالِدِ حق أن يطيعَه في کل شيء، إلا في مَعصِية الله سبحانه ).

«حديثا عن رسول اللَّهِ صلی الله عليه وآله جاء فيه: أنّ رجلا کان فی الطواف حاملا أمّه يطوف بها، فرأی النَّبِیُّ صلی الله عليه وآله فسأله: هل أديت حقّها؟ فأجابه صلی الله عليه وآله: لا، و لا بزفره واحده.

و يقصد بالزفره الواحده الوجعه الواحده، أو الطلقه الواحده، التی تغشی الأم حين الولاده و الوضع.

وعن الحکم قال: «قلت لأبي عـبد اللّه عـليه السـلام: إن والدي تـصدق عـليّ بـدار ثم بدا ‌‌له‌ أن يرجع فيها… فقال: «بئس ما صنع والدک، فإن خاصمته فلا ترفع عليه‌ صوتک، وإن‌ رفع صوته فاخفض أنت صوتک»

وعنه عليه السلام في قول اللّه عزّ وجل { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ…} قـال: «لا تملأ عينيک من النظر‌ إليهما‌ إلاّ بـرحمة‌ ورقـة، ولا تـرفع صـوتک فـوق أصواتهما، ولا يدک فـوق أيديهما، ولا تقدّم قدامهما».

وعنه عليه السلام في‌ قوله تعالى: {…وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً کَرِيمًا} قال: «إن ضرباک فقل لهما‌: غفر‌ اللّه لکما»