menusearch
salmanhashemi.ir

شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ27 اردیبهشت98

جستجو
۱۳۹۸/۲/۲۷ جمعه
(0)
(0)
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ27 اردیبهشت98
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ27 اردیبهشت98

بسم الله الرحمن الرحیم

المحور الثاني: کيف يبُلغ المؤمن إلى أکمل الإيمان؟

المحور الثاني حول ما هو المراد من "أکمل الإيمان" وما هي الصفات التي يبلغ بها المؤمن أکمل الإيمان؟

الروايات تجيب: الرواية الأولى

عن أبي جعفر (ع), عن أبي عبد الله (ع)، قال: قال رسول الله (ص): "من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زکاة ماله، وکفَّ غضبه، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه فقد استکمل حقائق الإيمان، وأبواب الجنة مفتحة له.

 

توضيح الرواية:

فقرات قصيرة إلَّا أنَّ تمثُّلها شاق وصعب.. يحتاج إلى جهاد, ويحتاج إلى عناء, ويحتاج إلى أن يروِّض الإنسان نفسه على تمثُّلها..

فيُسبغ الوضوء ولا يتجاوزه دون اهتمام, ويُحسن صلاته ولا يقوم إليها وهو متثاقل, بل يقوم إليها برغبةٍ وشوق, ويؤدِّيها أحسن الأداء, فيؤدِّي رکوعها، وسجودها، وقيامها، وقراءتها, ويعرف أحکامها ويتمثَّلها، ويتأمَّل مضامينها ويخشع عند أدائها.. عندئذ يکون قد وضع قدمه على أُولى الدرجات الموصلة لمرتبة الکمال -کمال الإيمان-.

ثم قال (ص): "وأدَّى زکاة ماله", يؤدي الحقوق التي عليه, ويؤديها بطيبٍ من نفسه, ولا يستشعر الامتنان، ولا يستشعر التثاقل. هناک الکثير من المؤمنين لا يشقُّ عليه أن يصلي کثيراً, ولا يشقُّ عليه أن يصوم کثيراً, ولا يشقُّ عليه أن يزور بيت الله -عز اسمه وتقدس-, أو أن يتلو القرآن, ولکن يشقُّ عليه أن يُخرج من جيبه درهما! العبادات المالية هي من أشقِّ العبادات على النفس، وامتثالها يُعبِّر عن مرتبةٍ عالية من مراتب الإيمان. فلا يکون العبد مؤمناً حق الإيمان حتى يکون شوقه لأداء الزکاة کشوقه لأداء الصلاة.. وإذا استشعر ثقل هذه العبادة فليبحث عن ذلک في نفسه؛ فإنَّ في إيمانه رقَّة، وفي إيمانه وهنٌ وضعف.

ثم قال (ص): "وخزن لسانه"، وهذا من أشق الطاعات أيضاً، أن يغضب فلا يعبِّر عن غضبه بمعصية، فلا يغتاب إذا ما استوحش من أخيه، ولا يظلم أخاه إذا استفزَّه, أو ابتزَّه وظلمه, ولا يقول ما يؤدِّي إلى إشاعة الفتنة، أو الفاحشة، في الذين آمنوا.. ولا يبهت مؤمناً، ولا يُشهِّر به.. ويحاسب نفسه على کلِّ ما يتفوه به ويقوله.

صحيح أن ذلک شاق جداً، ويحتاج إلى ترويضٍ قد يکلِّف الإنسان عمره، فأن يخزن الإنسان لسانه, والأصل عنده أن لا يتکلَّم، وإذا تکلَّم نطق بما فيه رضاً لربِّه، ويکفُّ غضبه.. في أدقِّ الظروف فهذا أمرٌ يصعب على الإنسان امتثاله، ولکن إذا ما امتثله يکون قد بلغ مرتبةً عالية من مراتب الإيمان.

إذا استفزَّک أحدٌ، أو ابتزَّک، أو ظلمک، أو اغتابک، أو أهانک، أو سخر منک، أو أساء إليک، أو بخسک حقَّک، فشعرت منه بالأذى، فماذا أنت صانع؟ إن کظمت غيظک، واتَّسع لظلمه صدرُک، وطالبتَ إن شئت بحقِّک بأرفق الطلب، فعندئذٍ تکون قد توفرت على مرتبةٍ هي من أعلى مراتب الإيمان.

 

الرواية الثانية:

هناک رواية أخرى عن أمير المؤمنين (ع) يقول: سألتُ رسول الله (ص) عن صفة المؤمن, فنکَّس رسول الله (ص) رأسه، ثم رفعه وقال (ص): "في المؤمنين عشرون خصلة، فإن لم تکن فيه لم يکمُل إيمانه" يعني هو مؤمن، إلا أنَّه لم يبلُغ أکمل الإيمان. وأخذ رسول الله يعددها:

فقال (ص): "إن المؤمنين هم الحاضرون للصلاة"..

هذه هي أول صفة للمؤمن. والمراد من قوله (ص): "هم الحاضرون للصلاة" هي أنهم في أتم الاستعداد لأدائها, فيتحرّون الوقت والمکان الذي تُقام فيه الصلاة، فيحضرون بشغفٍ، ووَلَهٍ.. هؤلاء في خطى الإيمان.

"المسارعون إلى الزکاة"..

کل مؤمن فهو يؤدي الزکاة، أما الذي بلغ أکمل الإيمان فليست صفته دفع الزکاة, وإنما هي المسارعة إلى دفع الزکاة.. فهؤلاء يسارعون إلى الزکاة, فقد تراهم ينتظرون يوم الحصاد؛ لا لجني الحصاد، وجني الأموال.. بل حتى يُخرجوا الزکاة فهم يشتاقون إلى هذه العبادة کما يشتاقون إلى امتثال سائر العبادات.. هذا هو معنى "المسارعون إلى الزکاة". أما غيرهم فقد يُخرجون الزکاة، ويُؤدَّون الخمس، ولکن بتثاقل، هؤلاء مؤمنون أيضاً، إلَّا أنهم لم يبلغوا أکمل الإيمان.

"والحاجُّون لبيت الله"..

والمقصود من الحاجِّين لبيت الله عزوجل هم المدمنون على حج بيت الله تعالى.. هؤلاء هم الذين ضُمنت لهم الجنة, وحُرِّمت أجسادهم على النار. إدمان الحج يعبِّر عن العشق لهذه الشعيرة الإلهية ويعبِّر عن العشق لبيت الله الحرام ذلک لأن الله قدَّس هذا المکان، فلذلک يستشعر هؤلاء التقديس له، ولأن الله قد وصف المؤمنين بأنَّ أفئدتهم تهوى هذا البيت, لذلک فإنَّ قلوبهم متعلقة بهذا البيت المعظم فهم يبذلون کل غالٍ ونفيس في طريق الوصول إليه والطواف حوله. هؤلاء هم الحاجُّون بيت الله.

نظرات کاربران
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

بستن
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

0 نظر