menusearch
salmanhashemi.ir

شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ28 تیرماه 98

جستجو
۱۳۹۸/۴/۲۸ جمعه
(0)
(0)
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ28 تیرماه 98
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ28 تیرماه 98

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ على محمدٍ وآله، وبلِّغ بإيماني أکمل الإيمان واجعل يقيني أفضل اليقين، وأنتهِ بنيتي إلى أحسن النيَّات

کان حدیثنا حول حول هذه الفقرة من الدعاء الشريف "وأنتهِ بنيتي إلى أحسن النيَّات " وقلنا ان البحث قد يکون في محورين الأول: حول المعنى المراد من النية، وکيفية تصحيح النية، والثاني: حول المراد من "أحسن النيَّات".

والمتحصل مما ذکرناه في مقام الحديث عن تصحيح النية:

أولاً: هو أنَّ المؤمن لا ينوي الشر وإن غضب أو ابتُزَّ، وأُسيء إليه. فالمؤمن قد يستاء ويتأذّى من ذلک، إلا أنه لا ينوي الشّر، ولا ينوي الکيد، هذه مرتبة.

ثانياً: أن المؤمن ليس من شأنه أنْ لا ينوي الشرَّ فحسب, بل هو ينوي الخير دائماً، فينوي أن يُصلي -وقد يُحرم من أن يُصلي-، وينوي أن يقضي حاجةً لمؤمن -وقد يُحرم منها-، وينوي أن يفعل الصالحات فيقوم ببعضها، ويتعذَّر عليه القيام بالأخرى.. فيأتي يوم القيامة وله ثواب کلِّ ما نوى. هذه مرتبة عالية، وهي سرُّ النجاح -کما أفاد أمير المؤمنين (علیه السلام)-يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: "عوَّد نفسک حُسن النيَّة، وجميل المقصد تُدرک في مباغيک النجاح"، کن حريصاً دائماً على قصد الخير، وعندئذ ستجد النجاح، إن لم يکن نجاحاً في الدنيا، ففي الآخرة.

المحور الثاني: المراد من "أحسن النيَّات "

بعد ذلک نود أن نتحدث عن مفاد قوله (علیه السلام): "أحسن النيَّات".

قصد الخير نيَّةٌ حسنة، ولکن ثمَّة نيَّةٌ أحسن منها.. فما هي النيَّة الأحسن؟!

الإخلاص هو أحسن النيَّات

المستفاد من الروايات الشريفات، ومن الآيات المبارکات، أنَّ أحسن النيَّات هي الإخلاص لله -عز اسمه وتقدس-. قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾

قد يقصد الإنسان الخير، ولکنه لا يقصد التقرُّب به إلى الله، أو يغفل عن قصد القربة لله.. فهذه النية ليست من أحسن النيَّات، وقد يقصد الخير تحبُّباً إلى الله لأن الله يُحبُّ هذا العمل، ولأن الله أمر بهذا العمل فهو يُقدِم عليه، ويُمارسه من هذا المنطلق.. هذه هي أحسن النيَّات.

الإخلاص لله هو أحسن النيَّات، والإخلاص ليس في العبادة فحسب -وإن کان الإخلاص في العبادة شرطٌ في صحَّتها فليس من عبادة تکون مُجزيةً إلَّا بإخلاص لله عز وجل-، إلَّا أنه ينبغي أن تکون نيَّة المؤمن في جميع أعماله، هي قصد التقرّب إلى الله عز وجل وحده. فيستشعر الإنسان في هذه الدنيا بأنَّه موظف لله عزوجل وللدين.. انظروا، إنَّ الکثير من الموظفين والعمال قد لا يعملون عن رغبةٍ ذاتية في العمل، وإنما يعملون ليرضى عنهم مسئوول العمل. لنکن نحن مع الله هکذا نحن نصلي ليرضى عنّا الله دائما في حُسباننا وخَلَدنا مراقبة الله عز وجل، لذلک سوف نحرص على أن نُرضيه في کلِّ عمل.

يقول النبي الکريم (صلی الله علیه و اله) لأبي ذرّ -بما معناه-: "إن استطعت أن لا تأکل ولا تشرب إلا لله فافعل".

وهذا هو معنى الإخلاص، أن تخلص النية: يعني أن يتمحَّض القصد لله عز وجل. فالقلب قد يکون مشوباً بکثيرٍ من القصود، وقد يخلو من کلِّ قصد إلَّا قصد واحد. الإخلاص هو أن يکون قلبک مشغولا بقصدٍ واحد، وهو التزلُّف والتقرُّب إلى الله عز -اسمه وتقدس-. وعندئذ تکون کل حرکةٍ وسکون، وکل فعلٍ من أفعالک محلَّ رضاً لله عز -اسمه وتقدس-.

الإخلاص هو أحمز الأعمال

وهنا قد يُثار تساؤل، وهو: لماذا أُنيط کلُّ عملٍ بنية القربة، مع أنها قد تبدو من أبسط الأمور؟ فمثلاً: الجهاد والدماء والسيوف والعناء وقضاء الحوائج وإنفاق الأموال والصلاة في غسق الليل هذه أعمال شاقة وهذه قد لا يُثاب عليها الإنسان، في حين يُثاب على النيَّة -مجرَّد القصد- حتى لو لم يتوفق لأداء تلک الأعمال الشاقة؟

والجواب هو إنَّ أصعب شيءٍ، وأشقَّ شيء على الإنسان هو أن يُخلص لله في عمله. الإخلاص هو أصعب شيء يمکن أن يحظى به الإنسان، لذلک هو يحتاج إلى کثيرٍ من الرياضات، وکثيرٍ من المجاهدات، حتى يتمکَّن من الوصول إلى مرتبة الإخلاص، وهو يحتاج مضافاً لذلک إلى تسديدٍ وتوفيقٍ، من الله عز وجل. نعم، قصد الخير ليس أمراً صعباً، وخصوصاً من الإنسان ذي الطباع الخيِّرة، وأما قصد التقرّب إلى الله عز وجل والإخلاص إلى الله وأن يفعل العبد الفعل ولا ينتظر أن يُحمد عليه ويقضي حاجةً لأخيه ولا يقصد أن تُقضى في مقابلها حاجته، فهذا صعبٌ جدا. فالإنسان عادةً ما يقضي حاجةً لأخيه؛ حتى لا يُقال أنه إنسان أنانيّ، ولا يحبُّ الخير إلا لنفسه.. أو يقضي حاجةً لأخيه منتظراً أن يقضي له حاجته حين يحتاج إليه.. هذه القصود مخبوءة في الضمائر وهي تتنافى مع الإخلاص التام

موانع الإخلاص: ما الذي يمنع من الإخلاص؟ وما الذي يُوجب تحصيل الإخلاص؟

نستکمل الحديث حول الإخلاص فيما بعد إن شاء الله تعالى.   

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ على محمدٍ وآله، وبلِّغ بإيماني أکمل الإيمان واجعل يقيني أفضل اليقين، وأنتهِ بنيتي إلى أحسن النيَّات

کان حدیثنا حول حول هذه الفقرة من الدعاء الشريف "وأنتهِ بنيتي إلى أحسن النيَّات " وقلنا ان البحث قد يکون في محورين الأول: حول المعنى المراد من النية، وکيفية تصحيح النية، والثاني: حول المراد من "أحسن النيَّات".

والمتحصل مما ذکرناه في مقام الحديث عن تصحيح النية:

أولاً: هو أنَّ المؤمن لا ينوي الشر وإن غضب أو ابتُزَّ، وأُسيء إليه. فالمؤمن قد يستاء ويتأذّى من ذلک، إلا أنه لا ينوي الشّر، ولا ينوي الکيد، هذه مرتبة.

ثانياً: أن المؤمن ليس من شأنه أنْ لا ينوي الشرَّ فحسب, بل هو ينوي الخير دائماً، فينوي أن يُصلي -وقد يُحرم من أن يُصلي-، وينوي أن يقضي حاجةً لمؤمن -وقد يُحرم منها-، وينوي أن يفعل الصالحات فيقوم ببعضها، ويتعذَّر عليه القيام بالأخرى.. فيأتي يوم القيامة وله ثواب کلِّ ما نوى. هذه مرتبة عالية، وهي سرُّ النجاح -کما أفاد أمير المؤمنين (علیه السلام)-يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: "عوَّد نفسک حُسن النيَّة، وجميل المقصد تُدرک في مباغيک النجاح"، کن حريصاً دائماً على قصد الخير، وعندئذ ستجد النجاح، إن لم يکن نجاحاً في الدنيا، ففي الآخرة.

المحور الثاني: المراد من "أحسن النيَّات "

بعد ذلک نود أن نتحدث عن مفاد قوله (علیه السلام): "أحسن النيَّات".

قصد الخير نيَّةٌ حسنة، ولکن ثمَّة نيَّةٌ أحسن منها.. فما هي النيَّة الأحسن؟!

الإخلاص هو أحسن النيَّات

المستفاد من الروايات الشريفات، ومن الآيات المبارکات، أنَّ أحسن النيَّات هي الإخلاص لله -عز اسمه وتقدس-. قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾

قد يقصد الإنسان الخير، ولکنه لا يقصد التقرُّب به إلى الله، أو يغفل عن قصد القربة لله.. فهذه النية ليست من أحسن النيَّات، وقد يقصد الخير تحبُّباً إلى الله لأن الله يُحبُّ هذا العمل، ولأن الله أمر بهذا العمل فهو يُقدِم عليه، ويُمارسه من هذا المنطلق.. هذه هي أحسن النيَّات.

الإخلاص لله هو أحسن النيَّات، والإخلاص ليس في العبادة فحسب -وإن کان الإخلاص في العبادة شرطٌ في صحَّتها فليس من عبادة تکون مُجزيةً إلَّا بإخلاص لله عز وجل-، إلَّا أنه ينبغي أن تکون نيَّة المؤمن في جميع أعماله، هي قصد التقرّب إلى الله عز وجل وحده. فيستشعر الإنسان في هذه الدنيا بأنَّه موظف لله عزوجل وللدين.. انظروا، إنَّ الکثير من الموظفين والعمال قد لا يعملون عن رغبةٍ ذاتية في العمل، وإنما يعملون ليرضى عنهم مسئوول العمل. لنکن نحن مع الله هکذا نحن نصلي ليرضى عنّا الله دائما في حُسباننا وخَلَدنا مراقبة الله عز وجل، لذلک سوف نحرص على أن نُرضيه في کلِّ عمل.

يقول النبي الکريم (صلی الله علیه و اله) لأبي ذرّ -بما معناه-: "إن استطعت أن لا تأکل ولا تشرب إلا لله فافعل".

وهذا هو معنى الإخلاص، أن تخلص النية: يعني أن يتمحَّض القصد لله عز وجل. فالقلب قد يکون مشوباً بکثيرٍ من القصود، وقد يخلو من کلِّ قصد إلَّا قصد واحد. الإخلاص هو أن يکون قلبک مشغولا بقصدٍ واحد، وهو التزلُّف والتقرُّب إلى الله عز -اسمه وتقدس-. وعندئذ تکون کل حرکةٍ وسکون، وکل فعلٍ من أفعالک محلَّ رضاً لله عز -اسمه وتقدس-.

الإخلاص هو أحمز الأعمال

وهنا قد يُثار تساؤل، وهو: لماذا أُنيط کلُّ عملٍ بنية القربة، مع أنها قد تبدو من أبسط الأمور؟ فمثلاً: الجهاد والدماء والسيوف والعناء وقضاء الحوائج وإنفاق الأموال والصلاة في غسق الليل هذه أعمال شاقة وهذه قد لا يُثاب عليها الإنسان، في حين يُثاب على النيَّة -مجرَّد القصد- حتى لو لم يتوفق لأداء تلک الأعمال الشاقة؟

والجواب هو إنَّ أصعب شيءٍ، وأشقَّ شيء على الإنسان هو أن يُخلص لله في عمله. الإخلاص هو أصعب شيء يمکن أن يحظى به الإنسان، لذلک هو يحتاج إلى کثيرٍ من الرياضات، وکثيرٍ من المجاهدات، حتى يتمکَّن من الوصول إلى مرتبة الإخلاص، وهو يحتاج مضافاً لذلک إلى تسديدٍ وتوفيقٍ، من الله عز وجل. نعم، قصد الخير ليس أمراً صعباً، وخصوصاً من الإنسان ذي الطباع الخيِّرة، وأما قصد التقرّب إلى الله عز وجل والإخلاص إلى الله وأن يفعل العبد الفعل ولا ينتظر أن يُحمد عليه ويقضي حاجةً لأخيه ولا يقصد أن تُقضى في مقابلها حاجته، فهذا صعبٌ جدا. فالإنسان عادةً ما يقضي حاجةً لأخيه؛ حتى لا يُقال أنه إنسان أنانيّ، ولا يحبُّ الخير إلا لنفسه.. أو يقضي حاجةً لأخيه منتظراً أن يقضي له حاجته حين يحتاج إليه.. هذه القصود مخبوءة في الضمائر وهي تتنافى مع الإخلاص التام

موانع الإخلاص: ما الذي يمنع من الإخلاص؟ وما الذي يُوجب تحصيل الإخلاص؟

نستکمل الحديث حول الإخلاص فيما بعد إن شاء الله تعالى.   

نظرات کاربران
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

بستن
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

0 نظر