شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ28 آبان ماه 1400به امامت سیدسلمان هاشمی امام جمعه شهرک طالقانی

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: المقیاس لمعرفة المؤمن في روايات أهل البيت (عليهم السلام):

الفقرة الرابعة: الحياء

عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ کُنَّ فِيهِ کَمُلَ إِيمَانُهُ وَ إِنْ کَانَ مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ ذُنُوباً لَمْ يَنْقُصْهُ ذَلِکَ قَالَ وَ هُوَ اَلصِّدْقُ وَ أَدَاءُ اَلْأَمَانَةِ وَ اَلْحَيَاءُ وَ حُسْنُ اَلْخُلُقِ            الکافي ،  الجزء۲ ،  الصفحة۹۹ 

کان کلامُنا و بحثُنا في الأسابيع الماضية تبيينَ مقاييس معرفة المؤمن في إطار حديث الإمام الصادق (عليه السلام) و ذکرنا في الفقرات الثلاثة الماضية، حول الصّدق و الأمانة و حُسْن الخُلُق و بقيت فقرة واحدة من هذه الرواية الشريفة التي تخصّنا في هذه الساعة و هي الحياء، لذا نبدأ اولاً في معني الحياء ثم نذکر بعض المواضع من القرآن الکريم التي ذُکِر فيه الحياء و کذلک الروايات الشريفة التي بيّنت أهميه و آثاره في النفس و المجتمع.

معنى الحياء

الحياء، صفة أخلاقيةتعني الاحتشام، وهو عبارة عن ملکة النفس التي توجب انقباضها عن القبيح، وانزجارها عن خِلافِ الآداب خوفاً من اللّوم.                                                                                             بحار الأنوار: 71/329

وقد ورد الحياء في عدّة مواضع من القرآن الکريمبحيث نفاه الله تعالىعن ذاته وأثبته للنبي، وبيّنت الرواياتأهميته بأنّه رأس المکارم وله آثار تنعکس على نفسية المرء کالعفةومحو الذنوب، وأنّ الحياء ينجم عن الإيمانوالعقل، کما وقسّمت الأخبار مِمَّن يجب الحياء، وأنّه هناک موارد لا حياء فيها.

الحياء في القرآن

لم ترد کلمة الحياء في القرآن الکريمبهذه الصيغة، بل جاء تارة بهيئة مصدر ککلمة استحياء في سورة القصص، في وصف ابنة نبي الله شعيب (عليه السلام)

﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوکَ لِيَجْزِيَکَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾       القصص 25

وتارة بشکل فعل نفاه اللهعن نفسه کما سورة البقرةوسورة الأحزاب:

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ﴾   البقرة 26

﴿وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ '﴾       الأحزاب 53

وأثبته للنبي الأکرم کما في سورة الأحزاب: ﴿إِنَّ ذَٰلِکُمْ کَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنکُمْ ۖ﴾         الأحزاب 53

الحياء في الروايات

وقد ورد في کتب الرواية الشريفة   أن الحياء بالنسبة الى الله تعالى على شطرين: تارة يسلبه عن نفسه و تارة ايجابيه

کما عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام:

إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ کَانَتْ فِي أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِيَّةً

وَ إِنَّ اللَّهَ لَيَسْتَحْيِي أَنْ يُعَذِّبَ أُمَّةً دَانَتْ بِإِمَامٍ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ کَانَتْ فِي أَعْمَالِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً.         الکافي:ط الاسلامية:1/376

أهمية الحياء

إنّ الأحاديثالمروية عن النبي (صلى الله عليه وآله)والأئمة)عليهم السلام( تؤکّد على أهمية التحلي بخصلة الحياء لأنّ له أمور هامة تترتب على من يتسم به، منها:

أنّ الحياء دليل على إيمانالمرء:

فعن الإمام جعفر الصادق:«

لا إيمان لمن لا حياء له  الکافي، ج2، ص135

أنّ الحياء رأس المکارم:

فقد ورد عن الإمام الصادقعليه السلام :

إنّ خِصالَ المَکارِمِ بَعْضُها مُقيَّدٌ ببَعْضٍ، يُقَسِّمُها اللّه ُ حَيثُ يشاءُ، تَکونُ في الرّجُلِ و لا تکونُ في ابنِهِ، و تکونُ في العَبدِ و لا تکونُ في سَيّدِهِ :

صِدْقُ الحَديثِ، و صِدْقُ النّاسِ، و إعْطاءُ السّائلِ، و المُکافَأةُ بالصَّنائعِ، و أداءُ الأمانَةِ، و صِلَةُ الرَّحِمِ، و التّودُّدُ إلى الجارِ و الصّاحبِ، و قِرَى الضَّيفِ، و رأسُهنَّ الحياءُ.      الأمالي للطوسي : 301/597

أسباب الحياء

بيّنت الروايات أن الحياء يتأتى من شيئين أساسيين هما:

الإيمان:عن الإمام الباقر: «الإيمانوالحياء مقرونان في قرن، فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه»  غرر الحکم ص256

العقل:  عن الإمام علي: «العقل شجرة ثمرها الحياء والسخاء».  غرر الحکم ص256