شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ 2آذر 97

بسم الله الرحمن الرحیم

إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَوَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِوَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَکَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِکَ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ

عباد الله اوصیکم بتقوی الله و نظم امرکم تکلمنا فی الاسبوع الماضی حول الامانة من صفات المصلین و باذن الله نتکلم حول الوفاء بالعهد و نقض العهد

العهد علی ثلاث تارة یکون مع الله و تارة مع الناس و تارة مع النفس

العهد مع الله

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً؛

فالعهد مع الله إذا تحققت شروطه الموجودة في کتب الفقه يجب الالتزام به

وقد ذمّ الله تعالى من ينقض العهد مع الله بقوله: ﴿وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَکُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا کَانُواْ يَکْذِبُونَ﴾(التوبة:75-77).

وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ

نقض العهد

نقض العهد من الکبائر، وقد استَشْهَدَ الإمام الصادق عليه السلام لاعتبار هذا الذنب من الکبائر بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِکَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾(الرعد:25).

وفي أکثر من موضع في القرآن الکريم، اعتبر الوفاء بالعهد واجباً، يقول تعالى: ﴿وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ کَانَ مَسْؤُولاً﴾ (الاسراء:34)

معاهدة الناس

فيجب الوفاء بالعهود معهم ويحرم نقضها کما في قوله تعالى: ﴿وأوفوا بالعهد إن العهد کان مسؤولاً﴾(الاسراء:34).

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ﴾(البقرة:المائدة:1)، ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾(المؤمنون:8(

وعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "من کان يؤمن بالله واليوم الآخر فليفِ إذا وعد".

وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) في صفات المنافق: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فيهِ فَهُوَ مُنافِقٌ وَ اِن صامَ وَ صَلّى وَحَجَّ وَ اعتَمَرَ و َقالَ «اِنّى مُسلِمٌ» مَن اِذا حَدَّثَ کَذِبَ وَ اِذا وَعَدَ اَخلَفَ وَ اِذَا ائتُمِنَ خانَ؛

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "ثلاثة لم يجعل الله لأحد فيها رخصة: برُّ الوالدين، بَرّين کانا أو فاجرين، والوفاء بالعهد للبِّر والفاجر، وأداء الأمانة للبِّر والفاجر".

رسول اکرم صلى الله عليه و آله :

اِضمَنوا لى سِتّا مِن اَنفُسِکُم اَضمَن لَکُمُ الجَنَّةَ اُصدُقُوا اِذا حَدَّثتُم و َأوفُوا اِذا وَعَدتُم و َاَدُّوا اِذا ائتُمِنتُم و َاحفَظوا فُروجَکُم و َغُضّوا اَبصارَکُم وَ کُفّوا اَيديَکُم؛

عن رسول الله صلى الله عليه و آله :

اَقرَبُکُم غَدا مِنّى فِى المَوقِفِ اَصدَقُکُم لِلحَديثِ و َاَدَّاکُم لِلاَمانَةِ و َاوفاکُم بِالعَهدِ و َاَحسَنُکُم خُلقا وَ اَقرَبُکُم مِن النّاسِ؛

مَن کانَ يُؤمِنُ بِاللّه  و َاليَومِ الآخِر فَليَفِ اِذا وَعَدَ؛

عن رسول الله صلى الله عليه و آله :

اَحِبُّوا الصِّبيانَ وَ ارحَمُوهُم، وَ اِذا وَ عَدتُموهُم شَيئا فَفُوا لَهُم، فَاِنَّهُم لا يَدرونَ اِلاّ اَ نَّـکُم تَرزُقونَهُم ؛

من مصادیق الوفاء بالعهد زیارة قبور اهل البیت (علیهم السلام)

عن الامام الرضا علیه السلام : « ان لکل امام عهدا فی عنق اولیائه و شیعته و ان من تمام الوفاءبالعهد زیارة قبورهم »