بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: الشفاعة المتبادلة - دعاء للوالدین فی صحیفة السجادیة القسم الاخیر
اللَّهُمَّ وَ إِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُک لَهُمَا فَشَفِّعْهُمَا فِی، وَ إِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُک لِی فَشَفِّعْنِی فِیهِمَا حَتَّی نَجْتَمِعَ بِرَأْفَتِک فِیدار کرَامَتِک وَ مَحَلِّ مَغْفِرَتِک وَ رَحْمَتِک، إِنَّک ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ، وَ الْمَنِّ الْقَدِیمِ، وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ.
شرح الکلمات
(اللّهُمَّ وَإنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُکَ لَهُما) بأن غفرت لهما (فَشَفِّعْهُما فِيَّ) أي: اجعلهما شفيعين لي لأن الإنسان الذي لا ذنب له يتمکن من شفاعة المذنب (وَإنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُکَ لي) بأن غفرت لي قبلهما (فَشَفِّعْنِي فِيهِما) بأن تقبل شفاعتي لهما وتتجاوز عن سيئاتهما، بتعبير آخر، إن تک منزلتهما لديک أعلى وأرفع من مکانتي فارحمني بشفاعتهما، وإن تک منزلتي أعلى فارحمهما بشفاعتي (حَتّى نَجْتَمِعَ) جميعاً الولد والوالدان في جنانک، ونسعد برضوانک. (بِرَأفَتِکَ) ولطفک (في دارِ کَرامَتِکَ) الجنة (وَمَحَلِّ مَغْفِرَتِکَ وَرَحْمَتِکَ إنَّکَ) يا رب (ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ) ومن له فضل عظيم يتمکن من الجمع بين الآباء والأولاد وشفاعة بعضهم لبعض (وَالمَنِّ القَدِيمِ) فمن قديم الدهر تمن علينا باللطف (وَأنْتَ أرْحَمُ الرّاحِمِينَ) إذ کل راحم دونک بالرحمة.
وخلاصة ما تقدّم أنَّ للوالدين حقوقاً تمتاز عن کثير من الحقوق حتى عن حق المؤمن على المؤمن ولو کان الأبوان مشرکين کما في نص القرآن الکريم قال تعالى: ﴿ وَإِن جَاهَدَاکَ عَلَى أَن تُشْرِکَ بِي مَا لَيْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ﴾
توضیحات
الشفاعة المتبادلة ورجاء الاجتماع في الجنَّة
اذا کانت لهما الکرامه و علو الرتبه و کانا من اهل المغفره و الجنه فاجعلهما شفيعى لدخول الجنه و اذا کان العکس بان کنت انا من اهل المغفره و الجنه فاجعلنى اتشفع لهما لدخولهما الجنه حتى يلتقى الاحبه الاباء و الابناء فى الجنه و دار المغفره و الرحمه و هکذا ينظر الصالحون و يبقى همهم ان يلتقوا فى الاخره مع من يحبون... فالاب يجب ان يبحث عن الطريق الذى يجمعه مع ابنائه فى الاخره فيحسن تربيتهم و يعتنى بهم و ينشاهم على طاعه الله و العمل باوامره و اجتناب معاصيه حتى لا يکون هو من ابناء الجنه و هم من ابناء النار فلا يلتقون هناک و کذلک العکس اذا کان الولد صالحا يجب ان يسعى لصلاح والديه حتى يکونا معا فى الجنه... و اما من کان من اهل الايمان و کان ابناوه من اهل الکفر فلا لقاء بينهما فى الاخره و لا اجتماع فى دار المقامه...
کلام حول الشفاعة
الشفاعة هي طلب الشفيع من الله کي يغفر الله ذنوب شخص معين ويدخله الجنة فهي باب من أبواب رحمة الله تعالى.
ما هو الدليل على الشفاعة؟
إن الشفاعة من المسائل الواضحة والتي ذکرت في القرآن الکريم، يدل على ثبوتها العديد من آيات الکتاب والأحاديث المروية عن المعصومين عليهم السلام، وسنستعرض، فيما يلي بعضا منها:
الآيات القرآنية:
بالإضافة إلى ما مر معنا من الآيات السابقة قوله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً﴾ فهي تدل على أن الشفاعة موجودة بالأصل إلا أنها مشروطة بمن أذن الله تعالى له فيها.
قوله تعالى: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيکَ رَبُّکَ فَتَرْضَى﴾.
وقد فسرت الروايات هذا العطاء من الله للنبي صلى الله عليه وآله بالشفاعة ففي الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام في قوله تعالى: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيکَ رَبُّکَ فَتَرْضَى﴾."الشفاعة، والله الشفاعة، والله الشفاعة"
من هم الشفعاء؟
لقد أکرم الله سبحانه وتعالى بعضا من عباده، حينما وجد منهم خُلقا رفيعاً ونفسا طاهرة، بأن شفعهم في ذنوب العباد ومن الذين ذکرت الروايات أن لهم الشفاعة بالإضافة إلى النبي صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
1-الأنبياء عامة:
ففي الرواية عن الرسول الأکرم صلى الله عليه وآله:
"ثلاثة يشفعون إلى الله ( عز وجل) فيشفعهم: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء
2-شفاعة الأئمّة المعصومين من أهل البيت عليهم السّلام
عند الشيعة الإمامية خاصة، وعند کل مسلم منصف عامة، يأتي في طليعة الشفعاء بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم القيامة أئمّةُ المؤمنين من أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله
3-شفاعة فاطمة عليها
کما أنه عند الشيعة الإمامية خاصة، وعند کل مسلم منصف عامة، فإن في طليعة الشفعاء بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم القيامة، تأتي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة، کما نصّت على ذلک السنة المطهّرة
4-العلماء:
حيث ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام:
"إذا کان يوم القيامة... قيل للعابد: انطلق إلى الجنة، وقيل للعالم: قف تشفع للناس بحسن تأديبک لهم".
5-الشهداء:
فإن للشهداء منزلة عظيمة عند الله تعالى وقد وردعن رسول الله صلى الله عليه وآله:
"الشهيد يغفر له في أول کل دفقة من دمه، ويزوج حوراعين ويشفع في سبعين من أهل بيته".
6-الإنسان المؤمن:
المخلص في تقواه وإيمانه، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام:
"المؤمن مؤمنان: فمؤمن صدق بعهد الله ووفى بشرطه، وذلک قول الله(عز وجل): ﴿رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه﴾ فذلک الذي لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة، وذلک ممن يشفع ولا يشفع له، ومؤمن کخامة الزرع، تعوج أحيانا وتقوم أحيانا، فذلک ممن تصيبه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة، وذلک ممن يشفع له ولا يشفع".
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال:
"يا فضل إنما سمي المؤمن مؤمنا لأنه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه، ثم قال: أما سمعت الله يقول في أعدائکم إذا رأوا شفاعة الرجل منکم لصديقه يوم القيامة: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم".
من الذي تناله الشفاعة؟
هناک صفات لا بد أن تتوفر في الإنسان حتى تشمله الشفاعة، وهي بحسب المستفاد من الروايات ما يلي:
1- صحة العقيدة:
فإن إنکار أصول الدين يمنع من نيل الشفاعة في الآخرة، يقول تعالى:﴿وَکُنَّا نُکَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّين * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾
2 -عدم الاستخفاف بالصلاة:
وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام لما أمر باجتماع قرابته حوله وقد حضرته الوفاة قال لهم:
"إن شفاعتنا لن تنال مستخفا بالصلاة".
فالصلاة هي عمود الدين وإذا ضيعها الإنسان واستخف بها، لن يکون ممن تناله الشفاعة.
بستن *نام و نام خانوادگی * پست الکترونیک * متن پیام |