menusearch
salmanhashemi.ir

شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ30 آذر97

جستجو
۱۳۹۷/۹/۳۰ جمعه
(0)
(0)
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ30 آذر97
شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ30 آذر97

بسم الله الرحمن الرحیم

«اللهمّ صلّ على محمّد وآله، وألهمني علم ما يجب لهما عليّ إلهاما، واجمع لي علم ذلک کلّه تماما، ثمّ استعملني بما تلهمني منه، ووفقني للنفوذ فيما تبصّرني من علمه، حتى لا يفوتني استعمال شيء علّمتنيه، ولا تثقل أرکاني عن الحفوف فيما ألهمتنيه».

لماذا صلّى الإمام (عليه السلام) على النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) في بداية هذا الدعاء الذي هو دعاء لوالديه، وما العلاقة بين الأمرين؟

يمکن أن يطرح جوابان: الأول: هو الجواب المتبادر وهو أنّ کلّ دعاء محجوب حتى يُصلّى على النبيّ (صلَّى الله عليه وآله)، فبهذا لا تکون خصوصيّة لهذا الدعاء في أنّه ابتدأ بالصلاة على النبيّ (صلَّى الله عليه وآله).

فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «کلّ دعاء محجوب عن السماء حتى يصلّى على محمّد وآله»

الثاني: هو ما أشار إليه السيد علي خان المدنيّ الشيرازي في شرح الصحيفة السجاديّة، وحاصله:

أنّ الإنسان قبل أن يدعو لوالده النسبيّ لا بدَّ من أنْ يدعو لوالده المعنوي وهو النبيّ (صلَّى الله عليه وآله)، ونقل هذا الحديث: «يا عليّ أنا وأنت أبوا هذه الأمّة»، فالنّبيّ (صلَّى الله عليه وآله) أبو الأرواح وآدم (عليه السلام) أبو الأجساد.

 

من الأمور المستفادة من هذا المقطع   

*دعوة أهل البيت (عليهم السلام) لتحصيل علوّ الهمّة:

فالإمام (عليه السلام) في هذا المقطع يطلب من الله تعالى العلم الکامل بحقّ الوالدين، والعمل الکامل بمقتضى هذا العلم، وهذه دعوة إلى علوّ الهمّة وکما في الرواية عن أبي عبد الله (عليه السلام): «ليس من شيعتنا من يکون في مصر يکون فيه مائة ألف ويکون في المصر أورع منه». إذاً المطلوب هو علوّ الهمّة، ويکون ذلک أولاً بعلوّ الهمّة على مستوى نظريّ، والذي يکون مقدمة للتطبيق العمليّ ولو بعد حين، أمّا من کانت همّته على المستوى النظريّ متدنية، فلن يصل في مقام العمل إلا إلى ما أراده أو ربما أقل. فالذي همّته أن يبني طابقين، فلن يبني أکثر من ذلک، وأقصى ما يمکن تحقيقه هو الطابقان، أمّا من کانت همّته أنْ يبني 10 طوابق، فقد يبني 10 أو 9 أو أقل.

وهنا أيضاً الإنسان يسعى لأنّ يکون باراً بوالديه بالمستوى الأکمل وذلک من خلال أمرين:

معرفة حقّهما بشکل کامل، ثمّ العمل على وفق ذلک العلم، عملاً ليس فيه تقصير.

فلم يکتفِ الإمام (عليه السلام) بطلب المعرفة الإجماليّة السطحيّة بحقّ الوالدين، بل طلب المعرفة الکاملة «واجمع لي علم ذلک کلّه تماماً»، وکذلک في جانب العمل لم يکتفِ بالعمل البسيط الذي قد يکون في بعض الأحيان مسقط للتکليف، بل قال: «حتى لا يفوتني استعمال شيء علمتنيه».

* أهميّة العلم والعمل: مسألة العلم والعمل، وذمّ ترک أحدهما والاقتصار على أحدهما، من المسائل التي لها موقع في التراث الإسلاميّ، في الآيات والروايات.

فقد أشار صاحب کتاب منية المريد: "... وقوله تعالى في وصف العالم التارک لعلمه: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا}، أي: لم يفعلوا الغاية المقصودة من حملها، وهو العمل بها {کَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} فأيّ خزي أعظم من تمثيل حاله بـ.. الحمار".

وقد ورد عن أبي عبدالله (عليه السلام): «العلم مقرون إلى العمل، فمن علِم عمِل، ومن عمِل علِم، والعلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل عنه».

وقد ورد عنه (عليه السلام) في ذمّ العمل بغير علم: «العامل على غير بصيرة کالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعداً».

واقتران العلم والعمل أمر مطلوب في کلّ شيء، ومن هذه الأمور برّ الوالدين، فللوصول إلى برّ الوالدين بالدرجة الکاملة المطلوبة لا بدّ أولاً من العلم ثمّ العمل وفق هذا العلم، وهذا ما أشار إليه الإمام (عليه السلام). في الحديث: «... واطلب العلم باستعماله...». وهنا نکتة أشار إليها صاحب الرياض وهي أنّ: العمل بعد العلم لذلک استخدم (ثمّ) التي تفيد الترتيب.

*عظم حقّ الوالدين: مرّة أخرى يشير الدعاء الشريف إلى عظم حقّ الوالدين، حيث يبيّن أنّ حقّهما يحتاج لإلهام وتسديد إلهي وليس بالأمر العادي.

فکما أنّ المؤمن يطلب من ربّه أن يعرّفه نفسه ورسوله (صلَّى الله عليه وآله) وحجَّته -کما في بداية دعاء زمن الغيبة- کذلک يطلب من الله تعالى أن يعرّفه حقّ والديه، وأن يعينه على العمل بوفق هذه المعرفة.

ومن هنا يظهر أنّ المطلوب في برّ الوالدين ليس البرّ النابع من الفطرة فحسب -الذي يکون موجوداً حتى في الحيوانات-، والفطرة قد تختلّ وتتخلّف، بل المطلوب هو مستوى آخر نابع من العلم الکامل الذي يحتاج إلى تسديد إلهي.

4 - الالتفات لوجود العوائق(الموانع)قد يريد الإنسان أن يعمل وفق ما يعلمه، لکن قد تکون هناک عوائق في الطريق، والإمام (عليه السلام) هنا أشار إلى هذا الأمر «ولا تثقل أرکاني عن الحفوف فيما ألهمتنيه»، فالمقتضي قد يکون موجوداً لکنّ المانع لم يرتفع، فلا يحصل الأثر المطلوب.

وعليه لا بدّ من الالتفات إلى مسألة رفع الموانع والعوائق في هذا الأمر، والدعاء من طرق رفع الموانع.

نظرات کاربران
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

بستن
*نام و نام خانوادگی
* پست الکترونیک
* متن پیام

0 نظر