بسم الله الرحمن الرحیم
إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَوَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِوَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ
عباد الله اوصیکم و نفسی بتقوی الله و نظم امرکم
کان کلامنا فی صفات المصلین نصل الی الصفة الرابعة و هی الخوف من الله و عذابه
الخوف منزل من منازل الدين ومقام من مقامات الموقنين، وهو أفضل الفضائل النفسانية، إذ فضيلة الشىء بقدر إعانته على السعادة، ولا سعادة کسعادة لقاء الله والقرب منه، ولا وصول إليها إلا بتحصيل محبته والانس به، ولا يحصل ذلک إلا بالمعرفة، ولا تحصل المعرفة إلا بدوام الفکر، ولا يحصل الانس إلا بالمحبة ودوام الذکر، ولا تتيسر المواظبة على الفکر والذکر إلا بانقلاع حب الدنيا من القلب، ولا ينقلع ذلک إلا بقمع لذاتها وشهواتها، وأقوى ما تنقمع به الشهوة هو نار الخوف، فالخوف هو النار المحرقة للشهوات، فاذن فضيلته بقدر ما يحرق من الشهوات ويکف من المعاصى ويحث على الطاعات
وکثير من الآيات مصرحة بکون الخوف من لوازم الايمان، وکقوله تعالى:
" إنما المؤمنون الذين إذا ذکر الله وجلت قلوبهم "وقوله: " وخافون إن کنتم مؤمنين " ومدح الخائفين بالتذکر في قوله: " سيذّکر من يخشى "
ووعدهم الجنة وجنتين، بقوله: " وأما من خاف مقام ربّه ونهى النّفس عن الهوى فإنّ الجنّة هي المأوى ". وقوله: " ولمن خاف مقام ربّه جنتان "
وفي الخبر القدسي: " وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له امنين، فإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ". وقال رسول الله (صلي الله عليه و أله): " رأس الحکمة مخافة الله "، وقال (صلي الله عليه و أله): " من خاف الله أخاف الله منه کلشيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من کل شيء "، وقال لابن مسعود:" إن أردت أن تلقاني فاکثر من الخوف بعدي "، وقال (صلي الله عليه و أله): " أتمکم عقلا أشدکم خوفا لله ".
وقال (صلي الله عليه و أله): " ما من مؤمن يخرج من عينيه دمعة، وان کانت مثل رأس الذباب، من خشية الله، ثم يصيب شيئاً من حر وجهه، إلا حرمه لله على النار "، وقال: " إذا اقشعر قلب المؤمن من خشية الله تحاتت عنه خطاياه کما يتحات من الشجر ورقها "
وقال: " إن حب الشرف والذکر لا يکونان في قلب الخائف الراهب" وقال الصادق(عليه السلام): " المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى ما يدري ما صنع الله فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما يکتسب فيه من المهالک، فهو لا يصبح إلا خائفاً ولا يصلحه إلا الخوف " وقال (عليه السلام): " خف الله کأنک تراه، وان کنت لا تراه فانه يراک، وان کنت ترى أنه لا يراک، فقد کفرت، وان کنت تعلم أنه يراک ثم برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين اليک "،
بستن *نام و نام خانوادگی * پست الکترونیک * متن پیام |