شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ25اسفندماه 96

بسم‌اللَّه‌الرّحمن‌الرّحیم‌ الحمد للَّه ربّ العالمین نحمده و نستعینه و نستغفره و نتوکّل علیه و نصلّی و نسلّم علی حبیبه و نجیبه و خیرته فی خلقه حافظ سرّه و مبلّغ رسالاته‌ بشیر رحمته و نذیر نقمته سیّدنا و نبیّنا ابی‌القاسم المصطفی محمّد و علی اله الأطیبین الأطهرین المنتجبین الهداة المهدیّین المعصومین المکرّمین‌ سیّما بقیّةاللَّه فی الأرضین. و نصلّی و نسلّم علی ائمّة المسلمین و حماة المستضعفین و هداة المؤمنین. اوصیکم عباد اللَّه بتقوی اللَّه. اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا تَوْفِيقَ الطَّاعَةِ وَ بُعْدَ الْمَعْصِيَةِ وَ صِدْقَ النِّيَّةِ وَ عِرْفَانَ الْحُرْمَةِ وَ أَکْرِمْنَا بِالهُدَى وَ الاسْتِقَامَةِ وَ سَدِّدْ أَلْسِنَتَنَا بِالصَّوَابِ وَ الْحِکْمَةِ وَ امْلَأْ قُلُوبَنَا بِالْعِلْمِ وَ الْمَعْرِفَةِ الموضوع: اهمیت القلب و العلم و المعرفة القلب هو موطن الإيمان: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذينَ إِذا ذُکِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِکُمْ قساوة القلوب نتیجة الذنوب: الامام امیر المومنین علیه السلام : ما جَفَّتِ الدُّموعُ إلّا لقَسوةِ القلوبِ، و ما قَسَتِ القلوبُ إلّا لِکَثْرةِ الذُّنوبِ؛ رابطة العلم و القلب: عن النبی(صلی الله علیه و آله و سلم) «لیس العلم بکثرة التّعلّم، و انّما العلم نورٌ یقذفه اللّه فی قلب من یحبّ اهمیة العلم: عن الامام امیر المومنین (علیه السلام) تَعَلَّموا العِلمَ فاِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ ... بِالعِلمِ یُطاعُ اللهُ وَ یُعبَدُ وَ بِالعِلمِ یُعرَفُ اللهُ وَ یُوَحَّدُ بِالعِلمِ توُصَلُ الاَرحامُ وَ بِهِ یُعرَفُ الحَلالُ وَ الحَرامُ وَ العِلمُ اِمامُ العَقلِ وَ العَقلُ تابِعُهُ یُلهِمُهُ اللهُ السُّعَداءَ وَ یَحرِمُهُ الاَشقِیاءَ. علاقة العلم و القلب: عن الامام امیر المومنین (علیه السلام) اِنَّ العِلمَ حَیاةُ القُلُوبِ وَ نُورُ الاَبصارِ مِنَ العَمی وَ قُوَّةُ الاَبدانِ مِنَ الضَّعفِ. اما المعرفة: ورد عن سيد الاوصياء امیرالمومنین علیه السلام :"يا کميل ما من حرکة الا و انت تحتاج فيها الى معرفة" قال الامام الباقر(علیه السلام) لِابنِهِ الصّادِقِ: یا بُنَیَّ اِعرِف مَنازِلَ الشّیعَةِ عَلی قَدرِ رِوایَتِهِم وَ مَعرِفَتِهِم فَاِنَّ المَعرِفَةَ هِیَ الدِّرایَةُ لِلرِّوایَةِ وَ بِالدِّرایاتِ لِلرِّوایاتِ یَعلو المُؤمِنُ اِلی اَقصی دَرَجاتِ الایمانِ اِنّی نَظَرتُ فی کِتابٍ لِعَلیٍّ (علیه السلام) فَوَجَدتُ فِی الکِتابِ : اَنَّ قِیمَةَ کُلِّ امرِئٍ وَ قَدرَهُ مَعرِفَتُهُ. علاقة العلم و المعرفة: أن العلم و المعرفه هما فئتان متکاملتان، کل واحدة منهما ستکون غير مکتملة دون الأخرى ؛ فالاثنان مثل جناحين طائرين وطائر لا يستطيع الطيران، وبمعنى أکثر وضوحًا، فإن العلم له علاقة بالعقل والتفکير، ولکن المعرفة تنشأ عن القلب والمحبة والوعي العاطفي. رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ أنهُ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فُلَانٌ مِنْ عِبَادَتِهِ وَ دِينِهِ وَ فَضْلِهِ . فَقَالَ : " کَيْفَ عَقْلُهُ " ؟ قُلْتُ : لَا أَدْرِي . فَقَالَ : " إِنَّ الثَّوَابَ عَلَى قَدْرِ الْعَقْلِ، إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ کَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ خَضْرَاءَ نَضِرَةٍ کَثِيرَةِ الشَّجَرِ ظَاهِرَةِ الْمَاءِ وَ إِنَّ مَلَکاً مِنَ الْمَلَائِکَةِ مَرَّ بِهِ فَقَالَ يَا رَبِّ أَرِنِي ثَوَابَ عَبْدِکَ هَذَا، فَأَرَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِکَ فَاسْتَقَلَّهُ الْمَلَکُ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنِ اصْحَبْهُ . فَأَتَاهُ الْمَلَکُ فِي صُورَةِ إِنْسِيٍّ فَقَالَ لَهُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا رَجُلٌ عَابِدٌ بَلَغَنِي مَکَانُکَ وَ عِبَادَتُکَ فِي هَذَا الْمَکَانِ فَأَتَيْتُکَ لِأَعْبُدَ اللَّهَ مَعَکَ، فَکَانَ مَعَهُ يَوْمَهُ ذَلِکَ . فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ الْمَلَکُ : إِنَّ مَکَانَکَ لَنَزِهٌ وَ مَا يَصْلُحُ إِلَّا لِلْعِبَادَةِ . فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ : إِنَّ لِمَکَانِنَا هَذَا عَيْباً . فَقَالَ لَهُ : وَ مَا هُوَ ؟ قَالَ : لَيْسَ لِرَبِّنَا بَهِيمَةٌ، فَلَوْ کَانَ لَهُ حِمَارٌ رَعَيْنَاهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فَإِنَّ هَذَا الْحَشِيشَ يَضِيعُ . فَقَالَ لَهُ ذَلِکَ الْمَلَکُ : وَ مَا لِرَبِّکَ حِمَارٌ؟ . فَقَالَ : لَوْ کَانَ لَهُ حِمَارٌ مَا کَانَ يَضِيعُ مِثْلُ هَذَا الْحَشِيشِ . فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْمَلَکِ : إِنَّمَا أُثِيبُهُ عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ " . نعم، أنبياء من الغباء بعض الناس حزينون. ما معرفة الله: عن ابي حمزة قال:قال لي ابو جعفر عليه السلام:"انما يعبد الله من يعرف الله،فأما من لا يعرف الله فانما يعبده هکذا ضلالا.قلت:جعلت فداک فما معرفة الله؟ قال:تصديق الله عز و جل وتصديق رسوله صلى الله عليه و اله و موالاة علي عليه السلام و الائتمام به و بأئمة الهدى عليهم السلام ،والبراءة الى الله عز و جل من عدوهم،هکذا يعرف الله عز و جل".