بسم الله الرحمن الرحیم شرح دعای الامام المهدی(عجل الله تعالی فرجه) وَ تَفَضَّلْ عَلَى عُلَمَائِنَا بِالزُّهْدِ وَ النَّصِيحَةِوَ عَلَى الْمُتَعَلِّمِينَ بِالْجُهْدِ وَ الرَّغْبَةِوَ عَلَى الْمُسْتَمِعِينَ بِالاتِّبَاعِ وَ الْمَوْعِظَةِ عباد الله اوصیکم و نفسی بتقوی الله و نظم امرکم من صفات المستمع شیئان :الاتباع یعنی السماع و الاستماع و العمل و الصفة الثانیة قبول الموعظه و النصیحه من صفات الانسان المومن و المنتظر الحقیقی الاستماع و الاتباع الی کلام الحق و قبول النصیحه و الموعظه من الغیر لا متابعة الشیطان و خطواته کما قال سبحانه و تعالی يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنکَرِ و لا اتباع اهواء الجهال وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ القرآن یذم الانسان الذی لایستمع الی الحق وَلَا تَکُونُوا کَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ. وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ کَثيراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَ لَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِکَ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِکَ هُمُ الْغافِلُونَ بل المنتظر الحقیقی هو الذی یسمع الموعظه و یعمل بها کما قال سبحانه و تعالی فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِکَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِکَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ
نموذج حی لهذه الحقیقة شخصیات فی التاریخ سمعوا کلام الحق و الموعظه فاتبعوها وکنموذج حی لهذه الحقیقة، ما ورد فی قصّة بِشْر الحافي اسم عرفته بغداد بالسکر والغناء وملاحقة الأعراض أزعج الناس وأتعبهم إلى أن شکوه إلى الإمام الکاظم (علیه السلام) فقرّر الوقوف على حقيقة الأمر بنفسه وقبل أن يصل الإمام (علیه السلام) إلى داره انفتح الباب فخرجت جارية حسناء، بيدها طبق مليء ببقية الفواکه التي توضع عادة على مائدة الخمر تريد رميها في الخارج فسألها الإمام قائلاً: "لِمن الدار". قالت: الدار لسيدي، قال الإمام: "سيدکِ حر أم عبد"؟ قالت: لا.. بل حر! قال (علیه السلام): "صدقتِ لو کان عبداً للَّه لاستحى من اللَّه". فنزلت الکلمة کالصاعقة على قلب الفتاة فعادت داخل الدار ترتجف فسألها بشر: ما بالکِ ترتعدين هکذا؟ فقالت: إن رجلاً عليه سمة الإيمان والصلاح قال لي: کذا وکذا.. ولما وصفته عرف بشر أنه الإمام الکاظم (علیه السلام) فخرج من داره مسرعاً في أثر الإمام حتى أدرکه وسط الطريق وتعلق بأذياله قائلاً: سيدي کيف تقول أنني لست عبداً للَّه؟ أجابه الإمام في هدوء وحزم: "لو کنت عبداً للَّه لخفت اللَّه، ولکنک لم تعبد اللَّه وإنما عبدت شهواتک وأهوائک". إن العبودية للَّه هي أن تخشى اللَّه وتتوب إليه ولا تلطّخ نفسک بالمعاصي وفعلت هذه الکلمات فعلتها في قلب بشر فتساقط على قدمي الإمام يقبلها ويمرغ وجهه بالتراب والدموع تجري من عينيه وهو يقول: أنا تائب، أنا تائب، سيدي هل ترى لي من توبة؟! قال (علیه السلام): "أجل إن تبت تاب اللَّه عليک". وبالفعل تحوّل بشر إلى أکبر عابد وأعمق زاهد في بغداد لا تخلو منه المساجد وصار ينادى بين الناس بالشيخ بشّار.